واختلفت القراءة في قوله تعالى {حِطَّةٌ} [البقرة: 59]، على وجهين (?):

الأول: {حِطَّة}، بالنصب (?)، وهي قراءة إبراهيم بن أبي عبلة (?) (?).

والثاني: {حِطَّةٌ}، بالرفع، قرأ بها الجمهور (?)، على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي: مسألتنا حطة (?)

قوله تعالى: {نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} [البقرة: 58]، "أي نمح ذنوبكم ونكفّر سيئاتكم" (?).

قال قتادة: " من كان خاطئا غفرت له خطيئته" (?).

قال الماوردي: " أي نرحمْكم، ونسترها عليكم، فلا نفضحكم بالعقوبة عليها " (?).

قال الطبري: أي: "نتغمد لكم بالرحمة خطاياكم، ونسترها عليكم، فلا نفضحكم بالعقوبة عليها" (?).

وأصل (الغفر) التغطية والستر، فكل ساتر شيئا فهو غافره، ومن ذلك قيل للبيضة من الحديد التي تتخذ جُنة للرأس (مغفر)، لأنها تغطي الرأس وتجنه، ومنه (غمد السيف)، وهو ما تغمده فواراه ولذلك قيل لزئبر الثوب: (غفرة)، لتغطيته الثوب، وحوله بين الناظر والنظر إليه، ومنه قول أوس بن حجر (?):

فلا أعتب ابن العم إن كان جاهلا ... وأغفر عنه الجهل إن كان أجهلا

فقوله: (وأغفر عنه الجهل): أي: أستر عليه جهله بحلمي عنه (?).

و(الخطايا)، جمع: خطية، بغير همز، كما (المطايا)، جمع: مطية، ولو كانت (الخطايا) مجموعة على (خطيئة)، بالهمز: لقيل خطائي على مثل قبيلة وقبائل، وقد تجمع " خطيئة " بالتاء، فيهمز فيقال " خطيئات ". و " الخطيئة " فعيلة، من " خَطِئَ الرجل يخطأ خِطْأ "، وذلك إذا عدل عن سبيل الحق. ومنه قول الشاعر (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015