فقوله (سجدا)، أي: خاشعة خاضعة، ومن ذلك قول أعشى بني قيس بن ثعلبة (?):

يُرَاوِحُ مِنْ صَلَواتِ الْمِلَيـ ... كِ طَوْراً سُجُوداً وَطَوْراً حِوَاراً

فذلك تأويل ابن عباس قوله: (سجدا) ركعا، لأن الراكع منحن، وإن كان الساجد أشد انحناء منه (?).

قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58]، "أي قولوا يا ربنا حطَّ عنا ذنوبنا واغفر لنا خطايانا" (?).

والـ {حِطَّةٌ}: من قول القائل: " حط الله عنك خطاياك فهو يحطها حطة " (?)، واختلف أهل العلم في تفسيره على أقوال (?):

الأول: أن معناه: حُطَّ عنا خطايانا، وهو قول الحسن (?)، وقتادة (?)، وابن زيدٍ (?)، وعطاء (?)، ورواية ابن جريج عن ابن عباس (?).

قال الماوردي: "وهو أشبهُ بظاهر اللفظ" (?). وهذا تفسير حسن، قال به كثير من أهل العلم (?).

والثاني: أن معناه: قولوا (لا إله إلا الله). روي ذلك عن عكرمة (?)، كأنهم وجهوا تأويله: قولوا الذي يحط عنكم خطاياكم، وهو قول لا إله إلا الله.

والثالث: أن {حِطَّة} المغفرة، فكأنه أمر بالاستغفار، وهو رواية سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ (?)، وروي عن عطاء والحسن وقتادة والربيع بن أنس نحو ذلك (?).

والرابع: أنه قولهم: "هذا الأمر حق كما قيل لكم" (?)، وهو رواية الضحاك، عن ابن عباسٍ (?).

الخامس: معناه: " أن أقروا بالذنب". حكاه الأوزاعي عن ابن عباس (?).

السادس: أن معنى (حِطَّةٌ): بسم الله، ذكره السمرقندي (?) عن بعضهم، فكأن المعنى عليه: ادخلوا الباب خاضعين لله مستعينين به على عدوكم، فإن فعلتم ذلك غفرنا لكم خطاياكم نتيجة امتثالكم، وهو محتمل.

والسابع: أن (حِطَّة) من ألفاظ أهل الكتاب لا يعرف المراد منها، قاله الأصم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015