قال الثعلبي: " موسعا عليكم" (?).
قال الطبري: أي"عيشا هنيا واسعا بغير حساب" (?).
قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبابَ} [البقرة: 58]، " أي وادخلوا باب القرية" (?).
قال الثعلبي: "يعني بابا من أبواب القرية وكان لها سبعة أبواب" (?).
قوله تعالى: {سُجَّداً} [البقرة: 59]، أي: "منحنين متواضعين" (?).
قال الصابوني: " أي ساجدين لله شكراً على خلاصكم من التيه" (?).
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قيل لبني إسرائيل: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدّلوا وقالوا: حطة: حبة في شعرة"" (?).
وروي عن عبد الله بن مسعود قال: "قيل لهم: {ادخلوا الباب سجدا}، فدخلوا مقنعي رؤسهم" (?).
واختلفوا في (الباب) في قوله {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً} [البقرة: 58]، على ثلاثة أوجه (?):
أحدها: أنه باب في بيت المقدس يعرف اليوم بـ (باب حِطَّةَ)، وهذا قول ابن عباس (?)، ومجاهد (?)، والسدي (?)، والضحاك (?)، واختاره الطبري (?)، وهو المشهور.
والثاني: أنه باب القبة التي كان يصلي إليها موسى وبنو إسرائيل.
والثالث: أنه باب القرية، التي أمروا بدخولها (?).
واختلفوا في قوله {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً} [البقرة: 58]، على وجهين (?):
أحدهما: أن معناه: رُكَّعاً، منحنين ركوعا. وهذا قول ابن عباس (?).
والثاني: أن معناه: متواضعين خشوعا، لا على هيئة متعينة.
والقول الأول أشبه بالصواب: وأصل (السجود) الانحناء لمن سُجد له معظَّما بذلك. فكل منحن لشيء تعظيما له فهو (ساجد) ومنه قول زيد الخيل بن مهلهل الطائي (?):
بَجَمْعٍ تَضَلُّ الْبَلْقُ في حُجُرَاتِهِ ... تَرَى الأكْمَ فِيهِ سُجَّداً لِلْحَوافِرِ