قال عروة بن رويم: "فصعق بعضكم وبعض ينظرون" (?).

قال الطبري: " وأنتم تنظرون إلى الصاعقة التي أصابتكم" (?).

قال البغوي: " أي ينظر بعضكم إلى بعض حين أخذكم الموت" (?).

قال ابن عطية: أي: "إلى حالكم .. حتى أحالهم العذاب وأزال نظرهم " (?).

قال الماوردي: أي: "ما نزل بكم من الموت" (?).

قال ابن عثيمين: " أي ينظر بعضكم إلى بعض حين تتساقطون" (?).

وقال المراغي: " والباقون ينظرون بأعينهم" (?) موت من طلب رؤية الله جهرة.

وللمفسرين في (الصاعقة) التي أخذتهم قولان (?):

أحدهما: أنها هي الموت. وهو قول الحسن (?) وقتادة (?)، والربيع (?).

واحتجوا عليه بقوله تعالى: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68] [الزمر: 68].

قال الرازي: "وهذا ضعيف لوجوه (?):

أحدها: قوله تعالى: فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ولو كانت الصاعقة هي الموت لامتنع كونهم ناظرين إلى الصاعقة.

وثانيها: أنه تعالى قال في حق موسى: وخر موسى صعقا [الأعراف: 143] أثبت الصاعقة في حقه مع أنه لم يكن ميتا لأنه قال: فلما أفاق والإفاقة لا تكون عن الموت بل عن الغشي.

وثالثها: أن الصاعقة وهي التي تصعق وذلك إشارة إلى سبب الموت.

ورابعها: أن ورودها وهم مشاهدون لها أعظم في باب العقوبة منها إذا وردت بغتة وهم لا يعلمون. ولذلك قال: {وأنتم تنظرون}، منبها على عظم العقوبة.

القول الثاني: أن الصاعقة هي سبب الموت، ولذلك قال تعالى في سورة الأعراف: {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} [الأعراف: 155].

ومن ثم اختلفوا هؤلاء في سبب الموت أي شيء كان، على أربعة أوجه (?):

أحدها: أن نارا وقعت من السماء، فأحرقتهم. قاله السدي (?).

وثانيها: صيحة جاءت من السماء. قاله مروان بن الحكم (?).

وثالثها: أرسل الله تعالى جنودا سمعوا بخسها فخروا صعقين ميتين يوما وليلة.

ورابعها: أخذتهم الرجفة، وهي الصاعقة، فماتوا جميعا. قاله غبن إسحاق (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015