قال ابن كثير: " و «المائدة» هي: الخوان عليه طعام، ذكر بعضهم أنهم إنما سألوا ذلك لحاجتهم وفقرهم فسألوا أن ينزل عليهم مائدة كل يوم يقتاتون منها، ويتقوون بها على العبادة" (?).

قال قطرب: "والمائدة لا تكون مائدة حتى يكون عليها طعام، فإن لم يكن قيل: خِوان" (?).

وفي تسميتها «مائدة» وجهان (?):

أحدهما: لأنها تميد ما عليها أي تعطي، قال رؤبة (?):

نُهْدِي رُؤُوسَ المتْرَفينَ الأنْدَادْ ... إلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ المُمْتَادْ

أي: المستعطي.

والثاني: لحركتها بما عليها من قولهم: مَادَ الشيء إذا مال وتحرك، اختاره الزجاج (?)، ومنه قول الشاعر (?):

لعلك باك إن تغنت حمامة ... يميد غصن من الأيك مائل

قوله تعالى: {قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 112]، أي: " اتقوا الله في أمثال هذه الأسئلة إن كنتم مصدقين بكمال قدرته تعالى" (?).

قال البغوي: " أي: لا تشكوا في قدرته" (?).

قال ابن كثير: " أي: فأجابهم المسيح، عليه السلام، قائلا لهم: اتقوا الله، ولا تسألوا هذا، فعساه أن يكون فتنة لكم، وتوكلوا على الله في طلب الرزق إن كنتم مؤمنين " (?).

قال السماني: " نهاهم عن اقتراح الآيات بعد الإيمان، وقيل: أراد به أي: اكتفوا بطعام الأرض عن طعام السماء" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015