قوله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} [المائدة: 112]، أي: " واذكر إذ قال الحواريون: يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك إن سألته أن ينزل علينا مائدة طعام من السماء؟ " (?).

قال ابن كثير: " هذه قصة المائدة، وإليها تنسب السورة فيقال: «سورة المائدة»، وهي مما امتن الله به على عبده ورسوله عيسى، عليه السلام، لما أجاب دعاءه بنزولها، فأنزلها الله آية ودلالة معجزة باهرة وحجة قاطعة.

وقد ذكر بعض الأئمة أن قصة المائدة ليست مذكورة في الإنجيل، ولا يعرفها النصارى إلا من المسلمين، فالله أعلم" (?).

وقرأ الكسائي وحده: «هل تَّستطيع ربَّك» بالتاء والإِدغام، و «ربك» بالنصب (?)، وفيها وجهان:

أحدهما: معناه هل تستدعي طاعة ربك فيما تسأله، قاله الزجاج (?).

والثاني: هل تستطيع أن تسأل ربك، قاله سعيد بن جبير (?)، وعائشة (?).

وقرأ الباقون: {هل يستطيع ربك}، بالياء والإِظهار (?)، وفي ذلك التأويل ثلاثة أوجه:

أحدها: هل يقدر ربك، فكان هذا السؤال في ابتداء أمرهم قبل استحكام معرفتهم بالله تعالى (?).

والثاني: معناه: هل يفعل ربك، قاله الحسن (?)، لأنهم سموا بالحواريين بعد إيمانهم.

والثالث: معناه: هل يستجيب لك ربك ويطيعك، {أَن يُنَزِّلَ عَلَينَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَآءِ} قاله السدي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015