أحدهما: أنهم أشهدوا عيسى عليه السلام على إسلامهم بالله تعالى وبه.
والثاني: أنهم أشهدوا الله تعالى بذلك على أنفسهم.
الفوائد:
1 - إثبات وحي الله عز وجل؛ لقوله: {إِذْ أَوْحَيْتُ}، ووحي الله ينقسم إلى قسمين: وحي شرع ووحي إلهام، فالأول يتعلق بالشرع، والثاني يتعلق بالكون.
2 - ومن فوائد هذه الآية: أن عيسى عليه السلام له حواريون، يعني: أصحاب ذوو صفاء في مودتهم. اذكر آخر سورة الصف {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} [الصف 14] وكما في الحديث «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ» (?)، هذه منقبة لا شك للزبير، لكن أبو بكر رضي الله عنه، قال: «لَوْ كُنْتُ متخذا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْر» (?).
3 - ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الإيمان بالله لا يتم إلا بالإيمان برسله؛ لقوله: {أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي}، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الإيمان هو «الإِيمَانُ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» (?)، هذه الأركان لا بد منها في الإيمان، فمن نقص منها واحدًا لم يكن مؤمنًا.
4 - ومن فوائد هذه الآية: استجابة الحواريين لما أوحي إليهم به، حيث قالوا: آمنا.