قال ابن إسحاق: "إنّ عيسى صلوات الله عليه جلسَ يومًا مع غلمان من الكُتّاب، فأخذ طينًا، ثم قال: أجعل لكم من هذا الطين طائرًا؟ قالوا: وتستطيع ذلك! قال: نعم! بإذن ربي. ثم هيّأه، حتى إذا جعله في هيئة الطائر نفخ فيه، ثم قال: " كن طائرًا بإذن الله "، فخرج يطيرُ بين كفيه. فخرج الغلمان بذلك من أمره، فذكروه لمعلّمهم فأفشوه في الناس. وترعرع، فهمَّت به بنو إسرائيل، فلما خافت أمه عليه حملته على حُمَيرِّ لها، ثم خرجت به هاربة" (?).
وعن ابن إسحاق أيضا: " ثم جعل الله على يديه يعني: عيسى أمورا تدل به على قدرته في بعثه، بعث من يريد أن يبعث بعد الموت، وخلقه ما يشاء أن يخلق من شيء، يرى أو لا يرى فجعله ينفخ في الطين فيكون طيرا بإذن الله" (?).
قوله تعالى: {فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} [المائدة: 110]، أي: " أي فتنفخ في تلك الصورة والهيئة فتصبح طيراً بأمر الله ومشيئته" (?).
قال الطبري: " يقول: فتنفخ في الهيئة، قتكون الهيئة والصورة طيرًا بإذني" (?).
قال ابن كثير: " أي: فتنفخ في تلك الصورة التي شكلتها بإذني لك في ذلك، فتكون طيراً ذا روح بإذن الله وخلقه" (?).
قال البغوي: " {فتكون طيرا} حيا يطير" (?).
قال الزمخشري: " {بإذني}، بتسهيلى" (?).
وفي المُتَوَلِّي لنفخها وجهان (?):
أحدهما: أنه المسيح ينفخ الروح في الجسم الذي صوره من الطين كصورة الطير.
والثاني: أنه جبريل –عليه السلام-.
قال الزمخشري: " وقيل: لم يخلق غير الخفاش" (?).