قال محمد رشيد رضا: " والمراد من السؤال توبيخ أممهم، وإقامة الحجة على الكافرين منهم، والمعنى أي إجابة أجبتم، أإجابة إيمان وإقرار أم إجابة كفر واستكبار؟ فهو سؤال عن نوع الإجابة لا عن الجواب ماذا كان" (?).
قال أبو السعود: " أي: أي إجابة أجبتم من جهة أممكم: إجابة قبول أو إجابة رد؟ ، وقيل: بأي جواب أجبتم وعلى التقديرين ففي توجيه السؤال عما صدر عنهم وهم شهود إلى الرسل عليهم السلام كسؤال الموءودة بمحضر من الوائد والعدول عن إسناد الجواب إليهم بأن يقال ماذا أجابوا من الأنباء عن كمال تحقير شأنهم وشدة الغيظ والسخط عليهم ما لا يخفي" (?).
قوله تعالى: {قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا} [المائدة: 109]، أي: " لا علم لنا إِلى جنب علمك" (?).
قال الثعلبي: " أي فيقولون: لا علم لنا" (?).
قال أبو السعود: " وصيغة الماضي في قوله: {قالوا}، للدلالة على التقرر والتحقق كما في قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ} [الأعراف: 44]، ونظائرهما، وإنما يقولون ذلك تفويضا للأمر إلى علمه تعالى وإحاطته بما اعتراهم من جهتهم من مقاساة الأهوال ومعاناة الهموم والأوجال وعرضا لعجزهم عن بيانه لكثرته وفظاعته" (?).
وفي قوله تعالى: {قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا} [المائدة: 109]، ستة تاويلات: