قال القاسمي: " تخصيص الرسل بالذكر ليس لاختصاص الجمع بهم دون الأمم، بل لإبانة شرفهم وأصالتهم والإيذان بعدم الحاجة إلى التصريح بجمع غيرهم، بناء على ظهور كونهم أتباعا لهم" (?).
قال الزجاج: " ومعنى المسألة من الله تعالى للرسل تكون على جهة التوبيخ للذين
أرسلوا إليهم، كما قال عز وجل: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: 8 - 9] ... فإنما تسأل ليوبخ قاتلوها ... أما نصب {يوم} فمحمول على قوله: {واتقوا الله واسمعوا} أي، واتقوا يوم يجمع الله الرسل، كما قال: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48] " (?).
وفي الصحيح في حديث الشفاعة: "إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله" (?).
عن أبي أسامة الباهلي: " أن رجلا قال: يا رسول الله كم كان الرسل. قال: ثلاثمائة وخمسة عشر" (?).
قوله تعالى: {فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ} [المائدة: 109]، أي: " فيسألهم: ما الذي أجابتكم به أممكم؟ " (?).
قال الطبري: " يعني به: ما الذي أجابتكم به أممكم، حين دعوتموهم إلى توحيدي، والإقرار بي، والعمل بطاعتي، والانتهاء عن معصيتي؟ " (?).
قال القاسمي: أي: " ما الذي أجابكم من أرسلتم إليهم؟ ففيه إشعار بخروجهم عن عهدة الرسالة، إذا لم يقل: هل بلغتم رسالاتي؟ وفي توجيه السؤال إليهم. والعدول عن إسناد الجواب إلى قومهم بأن يقال: ماذا أجابوا- من الإنباء عن شدة الغضب الإلهي ما لا يخف" (?).