وقد روي عن ابن عباس وطاووس وعطاء وغير واحد من أهل العلم، قالوا: "كفر دون كفر، وفسوق دون فسوق " (?).

قال محمد بن نصر المروزي رحمه الله: " والفسق فسقان: فسق ينقل عن الملة، وفسق لا ينقل عن الملة، فيسمى الكافر فاسقًا، والفاسق من المسلمين فاسقًا" (?).

وها هنا أمر مهمّ لا بد من التنويه به، وهو أن الإيمان لما كان شعباً متعدّدة كما أخبر الصّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في حديث شعب الإيمان (?)، فإن ما يقابله ويضاده كذلك، فالكفر شعب ومراتب، فمنه ما يُخرج من الملّة، ومنه كفر دون كفر، وكذا النفاق، والشرك، والفسق، والظلم، وهذا أصل عظيم تميّز به أهل السنة عن المبتدعة من الوعيدية والمرجئة (?).

القرآن

{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)} [المائدة: 109]

التفسير:

واذكروا -أيها الناس- يوم القيامة يوم يجمع الله الرسل عليهم السلام، فيسألهم عن جواب أممهم لهم حينما دعوهم إلى التوحيد فيجيبون: لا علم لنا، فنحن لا نعلم ما في صدور الناس، ولا ما أحدثوا بعدنا. إنك أنت عليم بكل شيء مما خفي أو ظهر.

قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ} [المائدة: 109]، أي: " واذكروا -أيها الناس- يوم القيامة يوم يجمع الله الرسل عليهم السلام" (?).

قال الواحدي: " أَيْ: اذكروا ذلك اليوم" (?).

قال ابن عاشور: أي: " اذكر يوم يجمع الله الرسل" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015