4 - أن تُرَدَّ اليمين على المدَّعِي؛ لقوله: {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ}.

5 - أن المدَّعَى عليه لا يجزم ببُطلان شهادة الشاهد التي تبيَّن أن فيها شيئًا من الخلل؛ لقوله: {لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا} بهذا اللفظ، ولم يقُل: باطلة. لكن قوله: {أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا} يستلزم أن تكون مردودة وأن القول قول المدَّعَى عليه

6 - ومن فوائد هذه الآية: أنه إذا احتيج في الشهادة أو في القَسَم إلى إثباتٍ ونفيٍ فلا بد من ذكر الإثبات والنفي؛ فقولهما -يعني الأَوْليينِ- {لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا}، فهذا إثبات، {وَمَا اعْتَدَيْنَا} هذا نفيٌ، فإذا احتيج إلى ذلك فلا بد من ذكر النفي والإثبات حتى تكون الشهادة خالصة.

7 - ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن ردَّ الأَوْليينِ لشهادة الشاهدَينِ أعظمُ اعتداءً من تغيير الشهادة من الشاهدين؛ ووجه ذلك أنه بتغيُّر الشهادة من الشاهدين قال: {إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ}، وهنا قال: {إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ}.

القرآن

{ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)} [المائدة: 108]

التفسير:

ذلك الحكم عند الارتياب في الشاهدين من الحلف بعد الصلاة وعدم قبول شهادتهما، أقرب إلى أن يأتوا بالشهادة على حقيقتها خوفًا من عذاب الآخرة، أو خشية من أن ترد اليمين الكاذبة من قِبَل أصحاب الحق بعد حلفهم، فيفتضح الكاذب الذي ردت يمينه في الدنيا وقت ظهور خيانته. وخافوا الله -أيها الناس- وراقبوه أن تحلفوا كذبًا، وأن تقتطعوا بأيمانكم مالا حرامًا، واسمعوا ما توعظون به. والله لا يهدي القوم الفاسقين الخارجين عن طاعته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015