قال البغوي: "وعامة الصحابة وأهل العلم على أنه صحيح" (?).

قال مكي بن أبي طالب: " وهذا القول قد طعن فيه، لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أجمعوا على صحة ما بين اللوحين، فلا يمكن أن يجتمعوا على غلط" (?).

قال الزجاج: " وقال بعضهم: في كتاب الله أشياء ستصلحها العرب بألسنتها، وهذا

القول عند أهل اللغة بعيد جدا، لأن الذين جمعوا القرآن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم أهل اللغة وهم القدوة وهم قريبو العهد بالإسلام فكيف يتركون في كتاب الله شيئا يصلحه غيرهم، وهم الذين أخذوه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجمعوه، وهذا ساقط عمن لا يعلم بعدهم وساقط عمن يعلم، لأنهم يقتدى بهم فهذا مما لا ينبغي أن ينسب إليهم رحمة الله عليهم، والقرآن محكم لا لحن فيه، ولا تتكلم العرب بأجود منه في الإعراب، كما قال عز وجل: {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد} [فصلت: 42]، وقال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195]، ولسيبويه والخليل وجميع النحويين في هذا باب يسمونه باب المدح قد بينوا فيه صحة هذا وجودته" (?).

قال الزبير: "قلت لأبان بن عثمان بن عفان: ما شأنها كتبت: {لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة}؟ قال: إن الكاتب لما كتب: "لكن الراسخون في العلم منهم"، حتى إذا بلغ قال: ما أكتب؟ قيل له: اكتب: {والمقيمين الصلاة}، فكتب ما قيلَ له" (?).

وعن هشام بن عروة، عن أبيه: أنه سأل عائشة عن قوله: "والمقيمين الصلاة"، وعن قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} [سورة المائدة: 69]، وعن قوله: {إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [سورة طه: 63] (?)، فقالت: يا ابن أختي، هذا عمل الكاتب، أخطئوا في الكتاب" (?).

قال أبو الحسن: " وهذان الخبران لا يصححهما أهل النظر" (?).

والثاني: أنه مخفوض عطفا على قوله: {بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ}، يعني: وبالمقيمين الصلاة، وكأنه يقول: وبإقامة الصلاة، أي: يعترفون بوجوبها وكتابتها عليهم، أو أن المراد بالمقيمين الصلاة الملائكة، يعني: يؤمنون بما أنزل إليك، وما أنزل من قبلك، وبالملائكة (?). وهذا اختيار الطبري (?).

قال ابن كثير: "وفي هذا نظر" (?).

والثالث: أنه نسق على الهاء والميم من قوله: {منهم}، فالمعنى: لكن الراسخون في العلم منهم، ومن المقيمين الصلاة يؤمنون بما أنزل إليك (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015