قال ابن كثير: " عطف على الراسخين، وخبره: {يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ} " (?).

قال الطبري: " يعني: والمؤمنون بالله ورسله، هم يؤمنون بالقرآن الذي أنزل الله إليك، يا محمد، وبالكتب التي أنزلها على من قبلك من الأنبياء والرسل، ولا يسألونك كما سألك هؤلاء الجهلة منهم: أن تنزل عليهم كتابًا من السماء، لأنهم قد علموا بما قرأوا من كتب الله وأتتهم به أنبياؤهم، أنك لله رسول، واجبٌ عليهم اتباعك، لا يَسعهم غير ذلك، فلا حاجة بهم إلى أن يسألوك آية معجزة ولا دلالة غير الذي قد علموا من أمرك بالعلم الراسخ في قلوبهم من إخبار أنبيائهم إياهم بذلك، وبما أعطيتك من الأدلّة على نبوتك" (?).

قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [النساء: 162]، أي: " يؤمنون بالذي أنزله الله إليك -أيها الرسول- وهو القرآن" (?).

قال الطبري: أي: " يؤمنون بك وبما أنزل إليك من الكتاب، وبما أنزل من قبلك من سائر الكتب" (?).

قال قتادة: " استثنى الله أُثْبِيَّةً من أهل الكتاب، وكان منهم من يؤمن بالله وما أنزل عليهم، وما أنزل على نبي الله، يؤمنون به ويصدّقون، ويعلمون أنه الحق من ربهم" (?).

قوله تعالى: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} [النساء: 162]، أي: " يؤدُّون الصلاة في أوقاتها" (?).

قال مقاتل: " ثم نعتهم فقال- سبحانه-: {والمقيمين الصلاة} " (?).

قال الحسن: " فريضة واجبة لا تنفع الأعمال إلا بها والزكاة فريضة واجبة لا تنفع الأعمال إلا بها" (?).

قال الزهري: "إقامتها: أن تصلي الصلوات الخمس لوقتها" (?).

واختلفوا في نصب {الْمُقِيمِينَ} [النساء: 162]، على أربعة أقوال (?):

أحدها: أنه خطأ من الكاتب، وهذا قول عائشة (?)، ووأبان بن عثمان (?).

وروي عن عثمان بن عفان أنه قال: "إن في المصحف لحنا ستقيمه العرب بألسنتها، فقيل له: ألا تغيره؟ فقال: دعوه فإنه لا يحل حراما ولا يحرم حلالا" (?).

وقد قرأ ابن مسعود، وأبي، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والجحدري: «والمقيمون الصلاة» بالواو (?).

قال الأنباري: "حديث عثمان لا يصح، لأنه غير متصل، ومحال أن يؤخر عثمان شيئا فاسدا، ليصلحه من بعده" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015