القرآن

{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156)} [النساء: 156]

التفسير:

وكذلك لعنَّاهم بسبب كفرهم وافترائهم على مريم بما نسبوه إليها من الزنى، وهي بريئة منه.

سبب النزول:

قال السمرقندي: " ثم قال تعالى: {وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما}، وذلك أن مريم كانت متعبدة لله تعالى ناسكة، اصطفاها الله تعالى بولد بغير أب، فعيرها اليهود واتهموها وقذفوها بيوسف بن ماثان، وكان يوسف خادم بيت المقدس ويقال: كان ابن عمها، فأنزل الله تعالى إكذابا لقولهم وبين بهتانهم فقال: {وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما} " (?).

قوله تعالى: {وَبِكُفْرِهِمْ} [النساء: 156]، أي: " وكذلك لعنَّاهم بسبب كفرهم" (?).

قال السمرقندي: " يعني: لعنهم الله وخذلهم بذلك" (?).

قال البيضاوي: يعني: " بعيسى عليه الصلاة والسلام، وهو معطوف على بكفرهم لأنه من أسباب الطبع، أو على قوله: فبما نقضهم ويجوز أن يعطف مجموع هذا وما عطف عليه على مجموع ما قبله ويكون تكرير ذكر الكفر إيذانا بتكرر كفرهم، فإنهم كفروا بموسى ثم بعيسى ثم بمحمد عليهم الصلاة والسلام" (?).

قوله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} [النساء: 156]، أي: " وافترائهم على مريم بما نسبوه إليها من الزنى، وهي بريئة منه" (?).

قال ابن عباس: "يعني: أنهم رموها بالزنا" (?).

قال السدي: " حين قذفوها بالزنا" (?).

قال جوبير: " قالوا: زنت" (?).

قال البيضاوي: " يعني: نسبتها إلى الزنا" (?).

قال الطبري: " يعني: بفريتهم عليها، ورميهم إياها بالزنا، وهو «البهتان العظيم»، لأنهم رموها بذلك، وهي مما رموها به بغير ثَبَتٍ ولا برهان بريئة، فبهتوها بالباطل من القول" (?).

قال مقاتل: " وذلك أن اليهود قذفوا مريم- عليها السلام- بيوسف بن ماثان بالزنا وكان ابن عمها وكان قد خطبها، ومريم ابنة عمران بن ماثان" (?).

قال الزجاج: " البهتان: الكذب الذي يحير من شذته وعظمه، وذلك أن إليهود - لعنها

الله - رمت مريم، وهي صفوة الله على نساء العالمين، بأمر عظيم" (?).

الفوائد:

1 - كفرهم بآيات الله والمنزلة على عبد الله عيسى ورسوله والمنزلة على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

2 - قولهم على مريم بهتاناً عظيماً حيث رموها بالفاحشة، وقالوا عيسى ابن مريم ابن زنى لعنهم الله.

القرآن

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)} [النساء: 157]

التفسير:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015