قوله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} [النساء: 155]، أي: " وقولهم: قلوبنا عليها أغطية فلا تفقه ما تقول" (?).
قال السمرقندي: " يعني: ذا غلاف ولا نفقه حديثك" (?).
قال الطبري: " يعني: وبقولهم: {قلوبنا غلف}، يعني: يقولون: عليها غِشاوة وأغطِية عما تدعونا إليه، فلا نفقَه ما تقول ولا نعقله " (?).
قال مقاتل: " وذلك حين سمعوا من النبي- صلى الله عليه وسلم- {وقتلهم الأنبياء}، عرفوا أن الذي قال لهم النبي- صلى الله عليه وسلم- حق، وقالوا: {قلوبنا غلف}، يعني: في أكنة عليها الغطاء فلا تفقه ولا تفهم ما تقول يا محمد، كراهية ما سمعوا من النبي- صلى الله عليه وسلم- من كفرهم بالإنجيل والفرقان" (?).
قال ابن عباس: " إنما سمي القلب لتقلبه" (?).
وفي تفسير قوله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} [النساء: 155]، وجوه:
أحدها: أنها في غطاء ومحجوبة عن فهم الإعجاز ودلائل التصديق، وهذا قول ابن عباس في رواية علي بن ابي طلحة، ومجاهد (?)، وسعيد بن جبير (?)، وعكرمة (?)، والسدي (?)، وقتادة في رواية معمر (?)، وهو بعض البصريين (?).
والثاني: يعني: أنها أوعية للعلم ومملوءة علما، لانحتاج إلى علم محمد ولا غيره. وهذا قول ابن عباس (?)، وعطية العوفي (?)، وعطاء الخرساني (?)، والزجاج (?).
قال الماوردي: "فيكون ذلك منهم على التأويل الأول إعراضاً، وعلى التأويل الثاني إبطالاً" (?).
والثالث: أنها لا تفقه. وهذا قول أبي العالية (?)، وقتادة في رواية ابن أبي عروبة (?).
والرابع: أنها أوعية للمنكر. وهذا قول عطية (?).
والخامس: أنها لم تختن. وهذا قول الحسن (?).
والسادس: أن عليها طابع. وهذا قول عكرمة (?).
والسابع: أنها أوعية للخير. وهذا قول عوف (?).
وقرأ بعضهم: «غلف»، بضم اللام (?).
قوله تعالى: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} [النساء: 155]، أي: " بل طمس الله عليها بسبب كفرهم" (?).