أَعاريبُ طُورِيُّونَ عن كُلِّ بلدة ... يَحيدونَ عنها مِنْ حِذَارِ المَقادِرِ

قوله «طوريون»، أي: "وحشيون، يحيدون عن القرى حذار الوباء والتلف، كأنهم نسبوا إلى الطور وهو جبل بالشام" (?).

والثالث: أن الطور ما أَنْبَتَ من الجبال خاصة، دون ما لم ينبت (?)، وهذه رواية الضحاك عن ابن عباس (?).

والرابع: أن الطور اسم لكل جبل، وهو قول قتادة (?)، وورواية سعيد بن جبير عن ابن عباس (?)، وعطاء (?)، وعكرمة (?) والحسن (?)، والضحاك (?)، والربيع بن أنس (?)، وأبي صخر (?)، ومجاهد (?)، وابن زيد (?).

واختلف في الأصل اللغوي لكملة «الطور»، على وجهين:

الأول: أنها كلمة عربية، قال العجاج (?):

داني جناحيه من الطور فمر ... تقضّي البازي إذا البازيُّ كر

والثاني: أنها كلمة سريانية تعني: «الجبل». قاله مجاهد (?)، وابن زيد (?).

والقول الأول أقرب إلى الصواب، لأنه جاء «الطور» بمعنى الجبل في كلام العرب، كما سبق الاستشهاد بقول العجاج، وبه قال الإمام الطبري (?)، ومنه قول جرير (?):

فإن ير سليمان الجنّ يستأنسوا بها ... وإن ير سليمان أحب الطّور ينزل

قال القفال رحمه الله: إنما قال: «ميثاقكم»، ولم يقل: مواثيقكم، لوجهين (?):

أحدهما: أراد به الدلالة على أن كل واحد منهم قد أخذ ذلك كما قال: {ثم يخرجكم طفلا} [غافر: 67] أي كل واحد منكم.

والثاني: أنه كان شيئا واحدا أخذ من كل واحد منهم كما أخذ على غيره فلا جرم كان كله ميثاقا واحدا ولو قيل مواثيقكم لأشبه أن يكون هناك مواثيق أخذت عليهم لا ميثاق واحد، والله أعلم.

قوله تعالى: {وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} [النساء: 154]، أي: " وأمرناهم أن يدخلوا باب «بيت المقدس» سُجَّدًا، فدخلوا يزحفون على أستاههم" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015