و «البصير»: "هو المبصر. فعيل بمعنى: مفعل، ويقال: البصير: العالم بخفيات الأمور" (?).
القرآن
{إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149)} [النساء: 149]
التفسير:
إِن أظهرتم أيها الناس عمل الخير أو أخفيتموه أو عفيتم عمن أساء إِليكم، فإن الله تعالى كان مبالغا في العفو عن عباده مع قدرته عليهم (?).
قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ} [النساء: 149]، أي: " إِن أظهرتم أيها الناس عمل الخير أو أخفيتموه" (?).
قال مقاتل: " يعني: تعلنوه، {أو تخفوه}، يعني: تسروه" (?).
قال ابن كثير: " أي: إن تظهروا - أيها الناس - خيرًا، أو أخفيتموه" (?).
قال الطبري: " يقول: إن تقولوا جميلا من القول لمن أحسن إليكم، فتظهروا ذلك شكرًا منكم له على ما كان منه من حسن إليكم، أو تتركوا إظهار ذلك فلا تبدوه" (?).
وعن مجاهد: " {إن تبدوا}، قال: من اليقين والشك" (?).
قوله تعالى: {أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ} [النساء: 149]، أي: " أو عفيتم عمن أساء إِليكم" (?).
قال ابن كثير: " أو عفوتم عمن أساء إليكم" (?).
قال الطبري: " يقول: أو تصفحوا لمن أساءَ إليكم عن إساءته، فلا تجهروا له بالسوء من القول الذي قد أذنت لكم أن تجهروا له به" (?).
قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149]، أي: " فإن الله تعالى كان مبالغا في العفو عن عباده مع قدرته عليهم" (?).
قال مقاتل: " يقول: فإن الله أقدر على عفو ذنوبك منك على العفو عن صاحبك" (?).
قال ابن كثير: أي: " فإن ذلك مما يقربكم عند الله ويجزل ثوابكم لديه، فإن من صفاته تعالى أن يعفو عن عباده مع قدرته على عقابهم" (?).
قال الطبري: " يقول: لم يزل ذا عفوٍ عن خلقه، يصفح عمن عصَاه وخالف أمره، ذا قدرة على الانتقام منهم" (?).
قال ابن عباس: " أخبر الله عباده بحكمه وعفوه وكرمه وسعة رحمته ومغفرته، فمن أذنب ذنبا صغيرا أو كبيرا ثم استغفر الله يجد الله غفورا رحيما ولو كانت ذنوبه أعظم من السموات والأرض والجبال" (?).
قال الزمخشري: "ثم حثّ على العفو، وأن لا يجهر أحد لأحد بسوء وإن كان على وجه الانتصار، بعد ما أطلق الجهر به وجعله محبوبا، حثا على الأحب إليه والأفضل عنده والأدخل في الكرم والتخشع والعبودية، وذكر إبداء الخير وإخفاءه تشبيبا للعفو، ثم عطفه عليهما اعتدادا به وتنبيها على منزلته، وأن له مكانا في باب