بينك وبينه. فعليك أن ترعى ذلك الحق ولا تنساه، وتجعله ذريعة إلى الإحسان. وقيل: الصاحب بالجنب: المرأة" (?).

وفي قوله تعالى: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [النساء: 36]، ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه الرفيق في السفر، وهو قول علي في إحدى الروايات (?)، وعبدالله بن مسعود في إحدى الروايات (?)، وابن عباس (?)، وسعيد بن جبير (?)، ومجاهد (?)، والسدي (?)، وقتادة (?)، وعكرمة (?)، والضحاك (?).

والثاني: أنها زوجة الرجل التي تكون في جنبه، وهو قول علي (?)، وعبدالله بن مسعود (?)، وابن عباس في إحدى الروايات (?)، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (?)، وإبراهيم (?).

والثالث: أنه الذي يلزمك ويصحبك رجاء نفعك، وهو قول ابن زيد (?).

قال الطبري: " والصواب من القول في تأويل ذلك عندي: أن معنى: {الصاحب بالجنب}، الصاحب إلى الجنب، كما يقال: فلان بجَنب فلان، وإلى جنبه، وهو من قولهم: جَنَب فلانٌ فلانًا فهو يجنُبُه جَنْبًا، إذا كان لجنبه، ومن ذلك: جَنَب الخيل، إذا قاد بعضها إلى جنب بعض. وقد يدخل في هذا: الرفيقُ في السفر، والمرأة، والمنقطع إلى الرجل الذي يلازمه رجاءَ نفعه، لأن كلهم بجنب الذي هو معه وقريبٌ منه. وقد أوصى الله تعالى بجميعهم، لوجوب حق الصاحب على المصحوب" (?).

وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "كُلُّ صَاحبٍ يَصْحَبُ صَاحِباً مَسْئُولٌ عَنْ صَحَابَتِهِ وَلَوْ سَاعةً مِن نَّهَارٍ" (?).

وروى عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "خَيرُ الأَصْحَابِ عِندَ اللَّهِ خَيرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيرُ الجيرانِ عِندَ اللَّهِ خَيرُهُمْ لِجَارِهِ" (?).

قوله تعالى: {وَابْنِ السَّبِيلِ} [النساء: 36]، أي: وأحسنوا إلى"المسافر الغريب الذي انقطع عن بلده وأهله" (?).

قال الزجاج: " الضيف يجب قراه، وأن يبلغ حيث يريد" (?).

قال الزمخشري: " المسافر المنقطع به. وقيل: الضيف" (?).

قال السعدي: " وهو: الغريب الذي احتاج في بلد الغربة أو لم يحتج، فله حق على المسلمين لشدة حاجته وكونه في غير وطنه بتبليغه إلى مقصوده أو بعض مقصوده وبإكرامه وتأنيسه" (?).

وفي قوله تعالى: {وَابْنِ السَّبِيلِ} [النساء: 36]، ثلاثة اقاويل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015