4 - بيان علاج مشكلة نشوز الزوجة وذلك بوعظها أولاً ثم هجرانها في الفراش ثانياً.
5 - لا يحل اختلاف الأسباب وإيجاد مبررات لأذية المرأة بضرب وبغيره.
6 - ومن أسمائه تعالى «العلي» «الكبير»:
فإن معنى «الكبير»؛ أي: العظيم الذي كل شيء دونه، وهو أعظم من كل شيء.
وأما «العلي»، فإن العلو ثلاثة أقسام:
أحدها- علو شأن. انظر صفة: «العظمة»، و «الجلال».
والثاني: - علو قهر. انظر صفة: «القهر».
والثالث- علو فوقية: «علو ذات».
فاسم «العلي» دالّ على أن جميع معاني العلوّ ثابتة للَّه من كل وجه.
- فله علوّ الذات؛ فإنه فوق المخلوقات، وعلى العرش استوى: أي علا، وارتفع.
- وله علوّ القدر: وهو علوّ صفاته وعظمتها، فلا يماثله صفة مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110]، وبذلك يُعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته.
- وله علوّ القهر؛ فإنه الواحد القهّار الذي قهر بعزّته وعلوه الخلق كلهم، فنواصيهم بيده، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع، وما لم يشأ لم يكنْ، فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأهُ اللَّه لم يقدروا، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه، وذلك لكمال اقتداره، ونفوذ مشيئته، وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه (?).
وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن الله فوق جميع مخلوقاته، مستو على عرشه، في سمائه، عاليا على خلقه، بائنا منهم، يعلم أعمالهم ويسمع أقوالهم ويرى حركاتهم وسكناتهم لا تخفى عليه خافية.
قال تعالى: {وهو العلي العظيم} [البقرة: 255]، وقوله: {سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى: 1]، وقوله: {عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال} [الرعد: 9]، وقوله: {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام: 18]، وقوله: {يخافون ربهم من فوقهم} [النحل: 50]، وقوله: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} [الملك: 16].
والأدلة من السنة أيضا كثيرة جدا منها: حديث: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء؟ ! " (?)، وحديث: "أين الله؟ ". قالت: في السماء. قال: "من أنا؟ "، قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: "أعتقها؛ فإنها مؤمنة" (?).
وللصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم آثار كثيرة عن علو الله وفوقيته، جمعها الذهبي في "العلو"، وحققه واختصره: الألباني -رحمه الله-، وابن قدامة في "اثبات صفة العلو".
القرآن
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)} [النساء: 35]
التفسير:
وإن علمتم -يا أولياء الزوجين- شقاقًا بينهما يؤدي إلى الفراق، فأرسلوا إليهما حكمًا عدلا من أهل الزوج، وحكمًا عدلا من أهل الزوجة; لينظرا ويحكما بما فيه المصلحة لهما، وبسبب رغبة الحكمين في الإصلاح، واستعمالهما الأسلوب الطيب يوفق الله بين الزوجين. إن الله تعالى عليم، لا يخفى عليه شيء من أمر عباده، خبير بما تنطوي عليه نفوسهم.
قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} [النساء: 35]، "أي: وإِن خشيتم أيها الحكام مخالفةً وعداوة بين الزوجين" (?).
قال ابن عباس: " فهذا الرجل والمرأة إذا تفاسد الذي بينهما" (?).