فَمَا وَطِئَ الْحَصَى مثلُ ابْنِ سُعْدى ... وَلَا لَبس النِّعالَ ولا احْتَذاها
والاحتذاء هو لبس النعل. وكما تقول: بعدا وسحقا, ومعناهما واحد, وحسن لاختلاف اللفظ. والله أعلم" (?).
قال الطبري: " قوله: {عدْوانًا}، فإنه يعني به تجاوزًا لما أباح الله له، إلى ما حرمه عليه، {وظلمًا}، يعني: فعلا منه ذلك بغير ما أذن الله به، وركوبًا منه ما قد نهاه الله عنه" (?).
قال سعيد بن جبير: " {عدوانا} يعني: اعتداء بغير حق" (?)، " {وظلما}، يعني: ظلما بغير حق فيمت على ذلك" (?).
وقرئ: {عدوانا} بالكسر (?).
قوله تعالى: {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} [النساء: 30]، أي: " فسوف يدخله الله نارًا يقاسي حرَّها" (?).
قال البغوي: أي: " ندخله في الآخرة، نارا، يصلى فيها" (?).
قال الزمخشري: " أى: نارا مخصوصة شديدة العذاب" (?).
قال ابن عمر: " لما نزلت الموجبات التي أوجب الله عليها النار لمن عمل بها نحو هذه الآية: {فسوف نصليه نارا}، ونحوها، كنا نشهد على من فعل شيئا من هذا أنه من أهل النار، حتى نزلت: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، فلما نزلت كففنا عن الشهادة، ولم نشهد أنهم في النار، وخفنا عليهم بما أوجب الله لهم" (?).
و{نصليه}، بتخفيف اللام وتشديدها. و {نصليه} بفتح النون من صلاه يصليه. ومنه شاة مصلية، ويصليه بالياء والضمير لله تعالى، أو لذلك، لكونه سببا للصلى نارا (?).
قوله تعالى: {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: 30]، أي: وكان ذلك على الله هيناً يسيراً لا عسر فيه" (?).
قال سعيد بن جبير: " يقول: كان عذابه على الله هينا" (?).
قال الواحدي: " معناه: أنه قادر على المتوعد لا يتهيأ له الامتناع منه ولا الهرب عنه فيتعذر الإيقاع به" (?).
قال النسفي: {يَسِيرًا} أي: " سهلاً، وهذا الوعيد في حق المستحل للتخليد وفي حق غيره لبيان استحقاقه دخول النار مع وعد الله بمغفرته" (?).
قال الزمخشري: " لأن الحكمة تدعو إليه، ولا صارف عنه من ظلم أو نحوه" (?).
قال الطبري: أي: " وكان إصلاءُ فاعل ذلك النارَ وإحراقه بها، على الله سَهْلا يسيرًا، لأنه لا يقدر على الامتناع على ربه مما أراد به من سوء. وإنما يصعب الوفاءُ بالوعيد لمن توعده، على من كان إذا حاول الوفاءَ به قَدَر المتوعَّد من الامتناع منه. فأما من كان في قبضة مُوعِده، فيسيرٌ عليه إمضاءُ حكمه فيه، والوفاءُ له بوعيده، غيرُ عسير عليه أمرٌ أراده به" (?).