وقال الكلبي: "يريد الله ليبين لكم أن الصبر عن نكاح الإماء خير لكم" (?).
قال الثعلبي: أي: " يريد الله أن يبين شرائع دينكم ومصالح أمركم" (?).
قال مقاتل: " يعني أن يبين لكم" (?).
قال الزمخشري: " أصله: يريد الله أن يبين لكم، فزيدت اللام مؤكدة لإرادة التبيين كما زيدت في: لا أبالك، لتأكيد إضافة الأب. والمعنى: يريد الله أن يبين لكم ما هو خفى عنكم من مصالحكم وأفاضل أعمالكم" (?).
قال الأخفش: " معناه: يريد هذا ليبين لكم، قال الشاعر (?):
أريد لأنسى ذكرها فكأنما ... تمثل لي ليلى بكل سبيل
فمعناه: أريد هذا الشيء لأنسى ذكرها" (?).
قال الفراء: " العرب تجعل اللام في موضع (أن) في الأمر والإرادة كثيرا من ذلك قول الله تبارك وتعالى: {يريد الله ليبين لكم} (?)، و {يريدون ليطفؤا} (?)، وقال في الأمر في غير موضع من التنزيل، {وأمرنا لنسلم لرب العالمين} (?)، وهي في قراءة عبد الله، {وما أمروا إلا أن يعبدوا الله مخلصين} " (?).
قال الزجاج: " قال الكوفيون معنى اللام معنى أن، وأردت، وأمرت، تطلبان المستقبل، لا يجوز أن تقول: أردت أن قصت، ولا أمرت أن قمت، ولم يقولوا لم لا يجوز ذلك. وهذا غلط أن تكون لام الجر تقوم مقام " أن " وتؤدي معناها، لأن ما كان في معنى أن دخلت عليه اللام. تقول: جئتك لكي تفعل كذا وكذا، وجئت لكي تفعل كذا وكذا. وكذلك اللام في قوله: {يريد الله ليبين لكم}، كاللام في «كي»، المعنى: أراده الله عز وجل للتبيين لكم.
أنشد أهل اللغة (?):
أردت لكيما لا ترى لي عبرة ... ومن ذا الذي يعطي الكمال فيكمل
وأنشدنا محمد بن يزيد المبرد (?):
أردت لكيما يعلم الناس أنها ... سراويل قيسر والوفود شهود
فأدخل هذه اللام على " كي "، ولو كانت بمعنى أن لم تدخل اللام عليها، وكذلك أردت لأن تقوم، وأمرت لأن أكون مطيعا، وهذا كقوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُون} [يوسف: 43]، أي: إن كنتم عبارتكم للرؤيا، وكذلك قوله - عز وجل - أيضا: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} [الأعراف: 154]، أي: الذين هم رهبتهم لربهم" (?).
قوله تعالى: {وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [النساء: 26]، "أي: يرشدكم إِلى طرائق الأنبياء والصالحين لتقتدوا بهم" (?).
قال مقاتل بن حيان: " كذلك كان سنة الذين من قبلكم" (?).
قال مقاتل بن سليمان: " يعني: شرائع هدى من كان قبلكم من المؤمنين من تحريم النسب والصهر" (?).