قال السدي: "، يقول: وأن تصبرَ ولا تنكح الأمة فيكون ولدك مملوكين، فهو خيرٌ لك" (?).

قال الواحدي: " أباح الله تعالى نكاح الأمة بشرطين:

أحدهما: في أول الآية، وهو عدم الطول.

والثاني: في آخرها، وهو خوف العنت. ثم قال مع ذلك: {وأن تصبروا} يريد: عن تزوج الإماء، {خير لكم} ألا يصير الولد عبدا" (?).

قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النساء: 25]، أي: والله "واسع المغفرة عظيم الرحمة" (?).

قال محمد بن إسحاق: " {والله غفور رحيم}، أي: غفر الذنب" (?)، " قوله: رحيم قال: يرحم العباد على ما فيهم" (?).

الفوائد:

1 - جواز التزوج من المملوكات لمن خاف العنت وهو عادم للقدرة على الزواج من الحرائر.

2 - وجوب إقامة الحد على من زنت من الإماء إن أحصن بالزواج والإسلام.

3 - الصبر على العزوبة خير من 1 الزواج بالإماء لإرشاد الله تعالى إلى ذلك.

4 - لعل في ذكر المغفرة بعد ذكر الحد إشارة إلى أن الحدود كفارات، يغفر الله بها ذنوب عباده كما ورد بذلك الحديث. وحكم العبد الذكر في الحد المذكور حكم الأمة لعدم الفارق بينهما.

5 - ويستفاد من قوله تعالى: {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} أنّ الولد من أمه , فمن أخذ ذات دين فولده منها يكون إن شاء الله ذا دين.

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" (?).

القرآن

{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)} [النساء: 26]

التفسير:

يريد الله تعالى بهذه التشريعات، أن يوضح لكم معالم دينه القويم، وشرعه الحكيم، ويدلكم على طرق الأنبياء والصالحين من قبلكم في الحلال والحرام، ويتوب عليكم بالرجوع بكم إلى الطاعات، وهو سبحانه عليم بما يصلح شأن عباده، حكيم فيما شرعه لكم.

قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} [النساء: 26]، " أي: يريد الله أن يفصّل لكم شرائع دينكم ومصالح أموركم" (?).

قال مقاتل بن حيان: " من تحريم الأمهات والبنات" (?).

قال عطاء: "يبين لكم ما يقربكم منه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015