قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} [النساء: 25]، "أي: إِنما يباح نكاح الإِماء لمن خاف على نفسه الوقوع في الزنى" (?).

قال الشافعي: " ولا في نكاح الأمة إلا كما وصفتُ في أصل نكاحهن، إلا بأن لا يجد الرجل الحرّ بصداق أمة طولاً لحرّة، وبأن يخاف العنت، والعنت: الزنا" (?).

قال ابن عباس: " {العنت}: الزنا وهو الفجور، فليس لأحد من الأحرار أن ينكح أمة إلا ألا يقدر على حرة وهو يخشى العنت" (?).

قال الزجاج: " أي: تزوج الإماء جائز لمن خاف العنت، والعنت في اللغة المشقة الشديدة. يقال من ذلك: أكمة عنوت إذا كانت شاقة" (?).

وفي قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} [النساء: 25]، أربعة أوجه:

أحدها: الزنى، وهو قول ابن عباس (?)، ومجاهد (?)، وسعيد بن جبير (?)، وعطية (?)، والضحاك (?)، وعمرو بن دينار (?)، ومقاتل بن حيان (?)، وبه قال الشافعي (?).

والثاني: أن العنت الإثم (?).

والثالث: أنه العقوبة التي تُعْنِته، وهي الحدّ (?).

والرابع: هو الضرر الشديد في دين أو دنيا. وهو نحو قوله تعالى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} [آل عمران: 118]. وهذا قول الإمام الطبري (?).

والراجح-والله أعلم- أنه تعالى "عمّ بقوله: {لمن خشي العنت منكم}، جميعَ معاني العنت. ويجمع جميعَ ذلك الزّنا، لأنه يوجب العقوبةَ على صاحبه في الدنيا بما يُعنت بدنه، ويكتسب به إثمًا ومضرّة في دينه ودنياه. وقد اتفق أهلُ التأويل الذي هم أهله، على أن ذلك معناه. فهو وإن كان في عينه لذةً وقضاءَ شهوة، فإنه بأدائه إلى العنت، منسوبٌ إليه موصوف به، إن كان للعنت سببًا" (?).

قوله تعالى: {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [النساء: 25]، "أي: وإن صبركم وتعففكم عن نكاحهن أفضل، لكمً" (?).

قال الطبري: " وأنْ تصبروا، أيها الناس، عن نكاح الإماء خير لكم" (?).

قال الزجاج: " أي: الصبر خير لكم لما وصفنا من أن الولد يصيرون عبيدا" (?).

قال الماوردي: " يعني الصبر عن نكاح الأمَةِ لئلا يكون ولده عبداً" (?).

عن عن ابن عباس: " {وأن تصبروا خير لكم}، قال: وأن تصبروا عن الأمة، خير لكم" (?)، وروي عن سعيد بن جبير (?)، ومجاهد (?)، وقتادة (?)، وعطية (?)، وطاوس (?)، والحسن (?)، والسدي (?)، وجابر بن زيد (?)، ومقاتل بن حيان (?) نحو ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015