قال ابن عباس: "قوله: {من فتياتكم المؤمنات}، فلينكح من إماء المؤمنين" (?). وروي عن السدي ومقاتل بن حيان نحو ذلك (?).
وعن ابن عباس، "قوله: {فمن ما ملكت أيمانكم}، فكانوا في حلال ما ملكت أيمانهم من الإماء كلهن، ثم أنزل الله سبحانه بعد هذا تحريم نكاح المرأة وأمها، ونكاح ما نكح الآباء والأبناء، وأن يجمع بين الأختين، والأخت من الرضاعة، والأم من الرضاعة، والمرأة لها زوج حرم الله ذلك حرمن حرة أو أمة" (?).
قال الواحدي: " ولا يجوز للإنسان أن يتزوج جارية نفسه بالإجماع، ومعنى قوله: {فمن ما ملكت أيمانكم} هو أن يتزوج الرجل ما يملك غيره ممن يكون على مثل حاله من الإسلام. فأباح أن ينكح بعضنا فتاة بعض، كما فسره ابن عباس" (?).
وقوله تعالى: {من فتياتكم المؤمنات}. الفتيات: المملوكات والإماء. جمع فتاة، تقول العرب للأمة: فتاة، وللعبد: فتى، وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا يقولن أحدكم: عبدي، ولكن ليقل: فتاي وفتاتي» (?).
وقال ابن السكيت: يقال: (تفتت) (1) الجارية، إذا راهقت فخدرت (?) ومنعت من اللعب مع الصبيان. وقد فتيت تفتية. ويقال للجارية الحدثة: فتاة، وللغلام: فتى (?).
أبو عبيد: الفتاء ممدود مصدر الفتي في السن. وأنشد (?):
إذا عاش الفتى مائتين عاما ... فقد ذهب اللذاذة والفتاء (?)
فالفتاة الشابة، والفتاة الأمة، عجوزا كانت أو شابة؛ لأنها كالشابة في أنه لا توقر توقير الكبير (?).
قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ} [النساء: 25]، أي: " والله تعالى هو العليم بحقيقة إيمانكم" (?).
قال مقاتل بن حيان، "ثم قال في التقديم: والله أعلم بإيمانكم" (?)،
قال الطبري: " أي: والله أعلم بإيمان من آمن منكم بالله ورسوله وما جاء به من عند الله، فصدق بذلك كله منكم" (?).
قال الزجاج: " أي اعملوا على ظاهركم في الإيمان" (?).
قوله تعالى: {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [النساء: 25]، أي: " فلينكح بعضكم من بعض" (?).
قال مقانل بن حيان: " قوله: {بعضكم من بعض} يقول: بعضكم من بعض " (?).
قال الطبري: " هذا من المؤخر الذي معناه التقديم، وتأويل ذلك: ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات، فلينكح بعضكم من بعض بمعنى: فلينكح هذا فتاة هذا" (?).
وذكر أهل العلم في قوله تعالى: {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [النساء: 25]، وجهين:
أحدهما: كلكم بنو آدم وولده، فلا يتداخلنكم شموخ وأنفة من تزوج الإماء عند الضرورة، فإنكم تتساوون في أنكم بنو آدم. فعلى هذا قوله: {بعضكم من بعض} أي: في النسب (?).