وقال ابن كثير: " وأما المرابطة: فهي المداومة في مكان العبادة والثبات" (?).
وقال الزمخشري: " وأقيموا في الثغور رابطين خيلكم فيها، مترصدين مستعدين للغزو. قال الله عز وجل: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60] " (?).
قال الثعلبي: " يعني المشركين، وأصل الرباط: أن يربط هؤلاء خيولهم وهؤلاء خيولهم، ثم قيل ذلك لكل مقيم في ثغر يدفع عمن وراءه وإن لم يكن له مركب، قال الله تعالى: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: 60]، وسمعت أبا القاسم الحبيبي يقول: سمعت أبا حامد الخازرنجي يقول:
المرابطة: اعتقال المبارزين في الحرب، وأصل الربط الشد، ومنه قيل للخيل: الرباط، ويقال:
فلان رابط الجأش، أي قوي القلب. قال لبيد (?):
رابط الجأش على كل وجل" (?).
قال أبو عبيدة: " أي: اثبتوا ودوموا، قال الأخطل (?):
ما زال فينا رباط الخيل معلمة ... وفى كليب رباط اللّوم والعار" (?)
نستنتج بأنه قد اختلف أهل العلم في تفسير قوله تعالى: {أصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران: 200] على أربعة أقوال:
أحدها: اصبروا على طاعة الله، وصابروا أعداء الله، ورابطوا في سبيل الله، وهو قول الحسن (?)، ومجاهد (?)، وقتادة (?)، وابن جريج (?)، والضحاك (?).
والثاني: اصبروا على دينكم، وصابروا الوعد الذي وعدتكم، ورابطوا عدوِّي وعدوَّكم، حتى يترك دينه لدينكم. وهو قول محمد بن كعب (?).
والثالث: اصبروا على الجهاد، وصابروا عدوَّكم، ورابطوا على عدوكم. وهذا قول زيد بن أسلم (?).