5 - استواء الذكر والأنثى في الجزاء على الحسنات وإجابة الدعوات، فهما يشتركان في ثواب الأعمال الصالحة.
6 - فضيلة الهجرة في قوله: {فالذين هاجروا}، وقد قال العلماء أن الهجرة على أقسام:
القسم الأول: هجر ما حرّم الله، فإن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه. وهو واجب على كل إنسان.
القسم الثاني: الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام، كما فعل المهاجرون من مكة إلى المدينة، وهذه هي التي يكون فيها المدح الذي جاء في القرآن.
ويقول أهل العلم: بأن الإنسان إن كان عاجزا عن إظهار دينه كإقامة الصلوات جماعة مثلا، فإنه وجبت عليه الهجرة، ولو كان من أهل البلد أصلا، وإن كان الإنسان قادرا على إظهار دينه فالهجرة أكمل وأحسن خوفا من الفتنة.
القسم الثالث: الهجرة من بلد الفسق إلى بلد الإستقامة، فإن بعض البلاد تكون بلادا إسلامية تقام فيها الشعائر الإسلامية، وينادى بالآذان، وتقام الجماعات، وتقام الجُمُعات، فهي بلاد إسلامية، ولكنها بلاد فسق من جهة أخرى لكثرة المعاصي والفواحش وغيرها في هذا البلد، فيهاجر الإنسان منها إلى بلد الإستقامة. وهذا النوع فيه تفصيل أيضا: فإن كان يخشى على نفسه من الفتنة وجبت عليه الهجرة، وإن كان لايخشى ذلك لم تجب عليه الهجرة، وربما يكون بقاؤه أحسن في هذه البلاد إذا كان يدعو إلى الله.
7 - الإخراج من الديار سبب لتكفير السيئات، وأن الإيذاء في سبيل الله يزداد الإنسان فيه أجرا، فينبغي على الإنسان أن يصبر على الإيذاء في سبيل الله مادام ينتظر الأجر به.
8 - فضيلة القتال في سبيل الله.
9 - فضيلة القتل في سبيل الله وذلك أن القتل في سبيل الله من الشهادة.
10 - أن الأعمال الصالحة تكفّر بها السيئات.
11 - أن الله سبحانه وتعالى ضمن ضمانا مؤكدا لهؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات الخمس، ضمن لهم: تكفير السيئات وإدخالهم الجنات، فقال عزّ شأنه: {وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}.
12 - التشويق إلى الجنة، ليزداد الإنسان قوة في العمل لها، لقوله: {وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}، والجنات في الأصل: البساتين الكثيرة الكثيرة الأشجار تجن من فيها، أي تستره وتغطيه، فيستفاد منها التشويق إلى هذا الثواب العظيم.
13 - أن في الجنة قصورا، لقوله: {مِنْ تَحْتِهَا}، والتحت لا يكون إلا في مقابل الفوق العالي، وهو كذلك.
14 - أن الجنة فيها عدة أنهار، وهي مجملة هنا، مفصلة في سورة "محمد" على أنها أربعة أنهار فقال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15].
15 - أن هذا الجزاء مثوبة لهم من الله عزّ وجل، فلله تعالى فيه المنّة عليهم، وليس لهم المنة على الله بشيء من عملهم، لقوله تعالى: {ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، فهو سبحانه بفضله جعل الثواب لهم.
16 - الإشارة إلى عظم هذا الثواب، من قوله: {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، وذلك لأنه العظية تعظم بحسب معطيها، والهبة تعظم بحسب واهبها.
17 - أنه لا يتلقى حسن الثواب إلا من الله، وهو ثواب عظيم وأحسن مثوبة يثاب بها الإنسان، لقوله: {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}، أي: من عند الله وحده، فلا تذهب تتلقى الثواب إلا من عنده، لأنه مهما آتاك الخلق من ثواب، فإنه لن يكون مثل ثواب الله عزّ وجل.
القرآن
{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196)} [آل عمران: 196]
التفسير: