قال الواحدي: " أحسن وجوه القراءة: تقديم {قاتلوا} على {قتلوا}، لأن القتال قبل القتل" (?).
قوله تعالى: {لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} [آل عمران: 195]، " أي: لأمحونّ عنهم ذنوبهم" (?).
قال مقاتل: " لأمحون عنهم سيئاتهم يعني خطاياهم" (?).
قال أبو عبيدة: " أي: لأذهبن عنهم، أي: لأمحونها عنهم " (?).
قال الصابوني: أي: " لأمحونَّ ذنوبهم بمغفرتي ورحمتي" (?).
قال بعض الصوفية: عنى بتكفير سيئاتهم إزالة درنهم عنهم في الدنيا، وهذا المعنى هو المراد بقوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] " (?).
قال الراغب: " والظاهر من قوله: {لأكفرن عنهم سيئاتهم}، أن ذلك حكم الآخرة، وعليه أهل الأثر" (?).
قوله تعالى: {وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [آل عمران: 195]، أي: " ولأدخلنّهم جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار" (?).
قال مقاتل: " يعني بجنات البساتين، ذلك الذي ذكر كان ثوابا من عند الله" (?).
قال السمرقندي: " يعني من تحت قصورها وأشجارها الأنهار" (?).
قال ابن كثير: " أي: تجري في خلالها الأنهار من أنواع المشارب، من لبن وعسل وخمر وماء غير آسن وغير ذلك، مما لا عَيْنَ رَأتْ، ولا أذن سَمِعت، ولا خَطَر على قلب بَشَر" (?).
قوله تعالى: {ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران: 195]، أي: " جزاءً من عند الله على أعمالهم الصالحة" (?).
قال الطبري: أي: " جزاء من قبل الله لهم، على ما عملوا وأبلوا في الله وفي سبيله" (?).
قال السمرقندي: " يعني أن الجنات جزاء لأعمالهم من عند الله" (?).
قال ابن كثير: " وقوله: {ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} أضافه إليه ونسبه إليه لِيدل على أنه عظيم؛ لأن العظيم الكريم لا يعطي إلا جَزيلا كثيرًا، كما قال الشاعر (?):
إن يُعَذب يَكُن غَرامًا وإن يُعْ ... طِ جَزيلا فإنَّه لا يُبَالي" (?)
قال الزمخشري: " و «عنده» مثل: أن يختص به وبقدرته وفضله، لا يثيبه غيره ولا يقدر عليه، كما يقول الرجل: عندي ما تريد، يريد اختصاصه به وبملكه وإن لم يكن بحضرته" (?).
قوله تعالى: {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: 195]، أي: "وعند الله حسن الجزاء" (?).
قال مقاتل: " يعني الجنة" (?).