قال الثعلبي: أي: " لا تعذبنا ولا تهلكنا ولا تفضحنا ولا تهنا يوم القيامة" (?).

قال الزجاج: " أي: قد صدقنا يوم القيابة فلا تخزنا، والمخزى في اللغة المذل المحقور بأمر قد لزمه بحجة، وكذلك أخزيته. أي ألزمته حجة أذللته معها" (?).

قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 194]، أي: " فشأنك ألا تخلف الميعاد" (?).

قال ابن عباس: " أي: مَنْ وحّدك، وصدّق بنبيك، لا تخزه" (?).

وفي رواية أخرى عن ابن عباس أيضا: " ميعاد من قال: لا إله إلا الله" (?).

قال الطبري: أي: " فإنا قد علمنا أنك لا تخلف ميعادك" (?).

قال الزجاج: " أي قد وعدت من آمن بك ووحدك الجنة" (?).

قال ابن كثير: "أي: لا بد من الميعاد الذي أخبرتَ عنه رسُلَك، وهو القيام يوم القيامة بين يديك" (?).

قال ابن عثيمين: "يعني: سألناك يا ربنا أن تعطينا هذا، لأنك لاتخلف الميعاد" (?).

قال الثعلبي: " لفظه الدعاء، ومعناه الخبر تقديره: واغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ولا تخزنا، وتؤتينا ما وعدتنا على ألسن رسلك من الفضل والرحمة والثواب والنعمة" (?).

قال مكي: " أي: أنك قد وعدت من آمن بك ووحدك: الجنة في الآخرة والنصر في الدنيا على أعدائك" (?).

وقال السمعاني: " وهو على سبيل المدح له؛ لأنا على القطع نعلم أنك لا تخلف الميعاد" (?).

وقال الراغب: " إن قيل: ما فائدة استنجاز وعده مع العلم بأنه لا يخلف؟

قيل: إن وعده تعالى عباده على طريق الجملة، نحو قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29]، وليس هذا السؤال خوفا من إخلاف وعده، ولكن سؤالا أن يرشحه لأن يكون من جملة من دخل في الوعد، ولهذا قال: {إنك لا تخلف الميعاد} تنبيها أني لست أخشى خلف وعدك، لكني أخشى أن لا أكون من جملة الموعودين.

وقد قيل ذلك هو على جهة العبادة، وقد تقدم أن ليس القصد التفوه بذلك، بل فعل ما يقتضيه" (?).

وفي السياق نفسه قال الزمخشري: " فإن قلت: كيف دعوا الله بإنجاز ما وعد والله لا يخلف الميعاد؟

قلت: معناه طلب التوفيق فيما يحفظ عليهم أسباب إنجاز الميعاد أو هو باب من اللجأ إلى الله والخضوع له، كما كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يستغفرون مع علمهم أنهم مغفور لهم، يقصدون بذلك لتذلل لربهم والتضرع إليه، واللجأ الذي هو سيما العبودية" (?).

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجز وعده، ومن أوعد على عمل عقابا فهو فيه بالخيار" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015