قال ابن كثير: " هذا توبيخ من الله وتهديد لأهل الكتاب، الذين أخَذ عليهم العهد على ألسنة الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن ينوهوا بذكره في الناس ليكونوا على أهْبَة من أمره، فإذا أرسله الله تابعوه" (?).

واختلف اهل العلم في تفسير قوله: {الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} [آل عمران: 187]، على أقوال:

أحدها: أنهم اليهود خاصة، وهذا قول ابن عباس (?)، والسدي (?)، وسعيد بن جبير (?).

والثاني: أنهم اليهود والنصارى. وهذا قول الحسن (?)، ومعنى قول ابن جريج (?).

والثالث: انهم كل من أوتى علم شيءٍ من كتاب فقد أخذ أنبياؤهم ميثاقهم. وهذا قول قتادة (?).

والرابع: أن المعنى: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم. وهذا أحد قولي –ابن عباس (?)، وكذلك سعيد بن جبير في رواية يحيى بن أبي ثابت عنه (?).

قوله تعالى: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187]، " أي: لتظهرنَّ ما في الكتاب من أحكام الله ولا تخفونها" (?).

قال الطبري: أي: " ليبيننّ للناس أمرك الذي أخذ ميثاقهم على بيانه للناس في كتابهم الذي في أيديهم، وهو التوراة والإنجيل، وأنك لله رسول مرسل بالحق، ولا يكتمونه" (?).

قال الزجاج: "المعنى: أن الله أخذ منهم الميثاق ليبينن أمر نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم –" (?).

قال الزمخشري: " أكد عليهم إيجاب بيان الكتاب واجتناب كتمانه كما يؤكد على الرجل إذا عزم عليه وقيل له: آلله لتفعلن" (?).

روي أن مروان قال لرافع بوابه: "اذهب يا رافع إلى ابن عباس، فسله عن قوله: {لتبيننه للناس}، قال: قال الله جل ثناؤه لنبيه صلى الله عليه وسلم في التوراة: إن الإسلام دين الله الذي ارتضاه افترضه على عباده، وإن محمدا رسول الله يجدونه عندهم في التوراة والإنجيل" (?).

قال ابن جريج: " وكان فيه إن الإسلام دين الله الذي افترضه على عباده، وأن محمدًا يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل" (?).

عن قتادة: "قوله: {لتبيننه للناس}، قال: فمن علم علما فليعلمه الناس" (?).

وعن قتادة ايضا قوله: " {ولا تكتمونه}، قال: وإياكم وكتمان العلم، فإن كتمان العلم هلكة فلا يتكلفن رجل مما لا علم لديه، فيخرج من دين الله، فيكون من المتكلفين" (?).

وقال سفيان: " {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}: أن تنكر المنكر، وتأمر بالخير، وتحسن الحسن، وتقبح القبيح" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015