قال ابن الجوزي: " الجمهور على إحكام هذه الآية، لأنها تضمنت الأمر بالصبر والتقوى ولا بد للمؤمن من ذلك، وقد ذهب قوم إلى أن الصبر المذكور ها هنا منسوخ بآية السيف" (?).
الفوائد:
1 - ينبغي للانسان ان يتفطن لما فيه من خير وشر، ليعلم أنه ابتلاء من الله، ففي الخير يبتلى ليشكر، وفي ضده يبتلى ليصبر.
2 - التاكيد على الحذر من أهل الكتاب اليهود والنصارى والمشركين ايضا، إذ هم يمكرون بالقول وبالفعل، فبيّن الله تعالى عداوتهم للمسلمين.
3 - الثناء على الصبر على الأذية، وأنه من عزم الامور.
4 - التنبيه على فضيلة العزم في الامور، وكل ما كان الإنسان عازما في اموره كان ذلك أنجح واحسن.
القرآن
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)} [آل عمران: 187]
التفسير:
واذكر -أيها الرسول- إذ أخذ الله العهد الموثق على الذين آتاهم الله الكتاب من اليهود والنصارى، فلليهود التوراة وللنصارى الإنجيل; ليعملوا بهما، ويبينوا للناس ما فيهما، ولا يكتموا ذلك ولا يخفوه، فتركوا العهد ولم يلتزموا به، وأخذوا ثمنا بخسًا مقابل كتمانهم الحق وتحريفهم الكتاب، فبئس الشراء يشترون، في تضييعهم الميثاق، وتبديلهم الكتاب.
قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} [آل عمران: 187]، " أي: اذكر يا محمد حين أخذ الله العهد المؤكد على اليهود في التوراة" (?).
قال الطبري: أي: " واذكر أيضا من أمر هؤلاء اليهود وغيرهم من أهل الكتاب منهم، يا محمد، إذ أخذ الله ميثاقهم" (?).
قال قتادة: " هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم" (?).
قال عباد بن منصور: " سألت الحسن عن قوله: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}، قال: هم اليهود والنصارى" (?).
وقال سعيد بن جبير: " {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}، قال: اليهود" (?).
وقال ابن عباس: " إنما أخذ الله ميثاق النبيين يعني: على قومهم" (?).
وعن ابن عباس ايضا: " أمرهم أن يتبعوا {النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون} (?)، فلما بعث الله محمدا قال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} (?) عاهدهم على ذلك، فقال حين بعث محمدا: صدقوه: وتلقون عندي الذي أحببتم" (?).