قال مقاتل: "يعني: بحديث ما كان قبلهم والمواعظ " (?).

وقال عكرمة والواقدي: "يعني: بـ {الزبر}: أحاديث من كان قبلهم، نظيرها في سورة الحج والملائكة" (?).

أخرج ابن ابي حاتم عن السدي، عن أصحابه في قول الله تعالى: " {وَالزُّبُرِ}، قال: كتب الأنبياء" (?).

قال ابن كثير: " وهي الكتب المتلقاة من السماء، كالصحف المنزلة على المرسلين" (?).

و{الزبر}: فإنه جمع "زبور"، وهو الكتاب، وكل كتاب فهو: زبور، ومنه قول امرئ القيس (?):

لِمنْ طَللٌ أَبْصَرْتُهُ فَشَجَانِي? ... كخَطِّ زَبُورٍ في عَسِيبٍ يَمَانِي (?)

ونقل الثعلبي عن بعضهم أن {الزبور}: "هو الكتاب الحسن، حكاه المفضل وأنشد (?):

عرفت الديار كخط الدوي ... يحبره الكاتب الحميري" (?).

قال الزجاج: " {الزبر}: جمع زبور، والزبور: كل كتاب ذو حكمة، ويقال: زبرت إذا كتبت، وزبرت، إذا قرأت" (?).

قال الراغب: " إن قيل: لم قال: {والزبر والكتاب} والزبور هو الكتاب؟

قيل: قد قال بعضهم: الزبور هو الكتاب المقصور على الحكمة العقلية دون الأحكام الشرعية، والكتاب في تعارف القرآن ما يتضمن الأحكام، ولهذا جاء في عامة القرآن كتاب وحكمة، {ففصل يينهما لهذا، واستعمل الكتابة في معنى الإيجاب، فعلى هذا اشتقاقه من زبرت الشيء أي حكمته.

وقيل: الزبور اسم لما أجمل ولم يفصل، والكتاب يقال لما قد فصل.

قيل: واشتقاقه من الزبرة أي القطعة من الحديد التي تركت بحالها.

وعلى هذا قال الشاعر (?):

وما السيف إلا زبرة لو تركتها ... على الحالة الأولى لما كان يقطع

وقيل: الزبور ها هنا اسم للزاجر من قولهم: زبرته أي زجرته" (?).

قال الطبري: " وهذا الحرف [{الزُّبُرِ}] في مصاحف أهل الحجاز والعراق: {وَالزُّبُرِ} بغير باء، وهو في مصاحف أهل الشام: {وبالزُّبُرِ} بالباء، مثل الذي في سورة فاطر [25] " (?).

قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} [آل عمران: 184]، أي: "والكتاب الواضح الجلي كالتوراة والإِنجيل" (?).

قال مقاتل: " يعني: المضيء البيّن الذي فيه أمره ونهيه" (?).

قال ابن كثير: " أي: البَين الواضح الجلي" (?).

قال الزمخشري: أي: " التوراة والإنجيل والزبور" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015