قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ} [آل عمران: 177]، " أي: إن الذين استبدلوا الكفر بالإيمان" (?).

قال قتادة: " أي: استحبوا الضلالة على الهدى" (?).

قال محمد بن إسحاق: " أي المنافقين" (?). وروي عن مجاهد مثل ذلك (?).

قال مقاتل: " يعني باعوا الإيمان بالكفر" (?).

قال المظهري: " يعنى استبدلوا الكفر بالايمان وهم اهل الكتاب كانوا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل مجيئه فاذا جاء بالبينات اختاروا الكفر وتركوا الايمان حرصا على الدنيا وعناد" (?).

قال المراغي: " أي إن الذين أخذوا الكفر بدلا من الإيمان رغبة فيما أخذوا وإعراضا عما تركوا" (?).

قال الواقدي: " يقول: استحبوا الكفر على الإيمان" (?).

قال الطبري: أي: "إن هؤلاء الذين ابتاعوا الكفر بإيمانهم فارتدوا عن إيمانهم بعد دخولهم فيه، ورضوا بالكفر بالله وبرسوله، عوضًا من الإيمان" (?).

قال أبو الفداء: " اى أخذوه بد لا منه رغبة فيما أخذوه وإعراضا عما تركوه" (?).

قال الفخر: " إعلم أنا لو حملنا الآية الأولى على المنافقين واليهود، وحملنا هذه الآية على المرتدين لا يبعد أيضا حمل الآية الأولى على المرتدين، وحمل هذه الآية على اليهود، ومعنى اشتراء الكفر بالإيمان منهم، أنهم كانوا يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم ويؤمنون به قبل مبعثه ويستنصرون به على أعدائهم، فلما بعث كفروا به وتركوا ما كانوا عليه، فكأنهم أعطوا الإيمان وأخذوا الكفر بدلا عنه كما يفعل المشتري من إعطاء شيء وأخذ غيره بدلا عنه، ولا يبعد أيضا حمل هذه الآية على المنافقين، وذلك لأنهم متى كانوا مع المؤمنين أظهروا الإيمان، فإذا خلوا إلى شياطينهم كفروا وتركوا الإيمان، فكان ذلك كأنهم اشتروا الكفر بالإيمان" (?).

قوله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} [آل عمران: 177]، أي: "لن يضروا الله بكفرهم وارتدادهم" (?).

قال مقاتل: " يعني: لن ينقصوا الله من ملكه وسلطانه شيئا حين باعوا الإيمان بالكفر إنما ضروا أنفسهم بذلك" (?).

قال الطبري: " لن يضروا الله بكفرهم وارتدادهم عن إيمانهم شيئًا، بل إنما يضرون بذلك أنفسهم، بإيجابهم بذلك لها من عقاب الله ما لا قِبل لها به" (?).

قال ابن كثير: " أي: ولكن يضرون أنفسهم" (?).

قال الواحدي: " كرَّر {لن يضروا الله شيئاً}، لأنه ذكرن في الأول على طريق العلة لما يجب من التَّسلية عن المسارعة إلى الضَّلالة وذكره في الثاني على طريق العلة لاختصاص المضرة بالعاصي دون المعصي" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015