1 - إثبات النفاق في هذه الأمة، لأن قوله: {وليعلم الذين نافقوا}، أي: بعد إيمانهم، ولم يبرز النفاق إلا بعد غزوة بدر، التي كانت في السنة الثانية من رمضان، وحصل فيها من العزّ ما جعل المنافقين يظهرون نفاقهم، إذ أنهم صاروا يخافون من المؤمنين فصاروا ينافقون، أي: يظهرون أنهم مؤمنون وما هم بمؤمنين.
2 - التحذير من النفاق.
3 - أن المنافقين من أكذب الناس.
4 - أ، القول عند الإطلاق ما تواطأ عليه القلب واللسان، فنستنتج من هذه الفائدة أن من نطق بقول دون أن يكون له قصد في قلبه، فإنه لاغ.
5 - أن الكفر ضد الإيمان لقوله: {هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان}.
القرآن
{الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)} [آل عمران: 168]
التفسير:
هؤلاء المنافقون هم الذين قعدوا وقالوا لإخوانهم الذين أصيبوا مع المسلمين في حربهم المشركين يوم «أُحد»: لو أطاعَنا هؤلاء ما قتلوا. قل لهم -أيها الرسول-: فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين في دعواكم أنهم لو أطاعوكم ما قتلوا، وأنكم قد نجوتم منه بقعودكم عن القتال.
في سبب نزول الآية:
أخرج الطبري عن قتادة، "قوله: {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا} الآية، ذكر لنا أنها نزلت في عدوّ الله عبدالله بن أبيّ" (?). وروي جابر بن عبدالله (?)، والسدي (?)، وابن جريج (?)، والربيع (?)، نحو ذلك.
قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا} [آل عمران: 168]، "أي: وليعلم الله أيضاً المنافقين الذين قالوا لإِخوانهم الذين هم مثلهم وقد قعدوا عن القتال" (?).
قال الحسن: "هم الكفار" (?).
قال ابن جريج: " هو عبدالله بن أبيّ" (?).
قال محمد بن إسحاق: " {الذين قالوا لإخوانهم}، الذين أصيبوا معكم من عشائرهم وقومهم" (?).
قال ابن عثيمين: "إن الصواب في الأخوة هنا، أخوة الظاهر لا أخوة النسب، لأنه ليس كل من قتل في أحد يكون له قرابة لهؤلاء المنافقين" (?).
قوله تعالى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} [آل عمران: 168]، "أي: لو أطاعنا المؤمنون وسمعوا نصيحتنا فرجعوا كما رجعنا ما قتلوا هنالك" (?).
قال ابن جريج: " هو عبدالله بن أبيّ الذي قعد وقال لإخوانه الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: {لو أطاعونا ما قتلوا} " (?).