وقرأ أبو عمرو وحمزة: {يُؤَدِّهْ}، بجزم الهاء، وهي لغة لبعض العرب، واللغة المعروفة هي بإظهار الكسرة (?).

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [آل عمران: 75]، أي: " ومنهم الذي إن تأمنه على دينار يخنْك فيه فلا يؤدِّه إليك" (?).

قال مالك بن دينار قال: "إنما سمي الدينار لأنه دين ونار، معناه: إن من أخذه بحقه فهو دينه، ومن أخذه بغير حقه فله النار" (?).

قوله تعالى: {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ} [آل عمران: 75]، أي: " إلا أن تلح عليه بالتقاضي والمطالبة" (?).

قال ابن كثير: " أي: بالمطالبة والملازمة والإلحاح في استخلاص حقك، وإذا كان هذا صنيعه في الدينار فما فوقه أولى ألا يؤديه ... يخبر تعالى عن اليهود بأن فيهم الخونة، ويحذر المؤمنين من الاغترار بهم" (?).

وفي قوله تعالى: {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ} [آل عمران: 75]، وجوه:

أحدها: أن المعنى: إلا ما دمت عليه قائماً بالمطالبة والإقتضاء، وهذا قول مجاهد (?)، وعطاء (?)، وقتادة (?)، والربيع بن أنس (?).

والثاني: بالبينة. قاله نمير بن اوس (?).

والثالث: قائماً على رأسه، وهو قول السدي (?).

الرابع: بالملازمة. أفاده الماوردي (?).

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} [آل عمران: 75]، " أي إِنما حملهم على الخيانة زعمهم أن الله أباح لهم أموال الأميين-يعني العرب" (?).

قال الطبري: " من أجل أنه يقول: لا حرَج علينا فيما أصبنا من أموال العرب" (?).

قال ابن كثير: "أي: إنَّمَا حَمَلهم على جُحود الحق أنهم يقولون: ليس علينا في ديننا حَرَج في أكل أموال الأمييّن، وهم العرب؛ فإن الله قد أحلها لنا" (?).

قال سعيد بن جبير: " لما قال أهل الكتاب: ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل قال نبي الله: كذب أعداء الله ما من شيء كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي هاتين، إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر" (?).

ولأهل التفسير في سبب استباحتهم له قولان:

أحدهما: لأنهم مشركون من غير أهل الكتاب، وهو قول قتادة (?)، والسدي (?).

والثاني: لأنهم تحولوا عن دينهم الذي عاملناهم عليه، وهذا قول الحسن (?) وابن جريج (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015