قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران: 73]، أي: " قل لهم -أيها الرسول-: إن الفضل والعطاء والأمور كلها بيد الله وتحت تصرفه" (?).

قال ابن جريج: " {قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء}، يعني: "الإسلام " (?).

قال مقاتل: " قل يا محمد: {إن الفضل} يعني: الإسلام والنبوة" (?).

قال الزجاج: " أي نبوته وهداه يؤتيه من يشاء" (?).

قال السمرقندي: " يعني النبوة، والكتاب والهدى، بتوفيق الله، يوفق من يشآء" (?).

قال ابن أبي زمنين: " وفضل الله: الإسلام" (?).

قال الزمخشري: " يريد الهداية والتوفيق" (?).

قال السدي: " قال: يا أمة محمد فإن الذي أعطيتكم أفضل، فقولوا: {إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء} " (?).

قوله تعالى: {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 73]، أي: والله " كثير العطاء واسع الإِنعام يعلم من هو أهل له" (?).

قال التستري: " أي كثير العطاء يقدر بقدرته الأزلية أن يعطى جميع ما يسأل، وهو المحيط بكل شيء، كما قال: وسع كل شيء علما [طه: 98] " (?).

قال مقاتل: أي: {عليم} "بمن يؤتيه الفضل" (?).

قال السمرقندي: أي: والله" واسع الفضل، عليم بمن يؤتيه الفضل" (?).

الفوائد:

1 - تعصب أهل الكتاب لدينهم على ضلالهم.

2 - أن المسلم يرد كيد هؤلاء بإعلان أن الهدى هدى الله، ومن ثم الاعتماد على الرب في طلب الهدى، دون الاعتماد على النفس.

3 - أن الحسد كان سبب صنيعتهم لهذه الخديعة، لقوله: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ}.

4 - أن أهل الكتاب يؤمنون بالبعث والحساب، لقوله: {أو يحاجوكم عند ربكم}، ولكن ليس كل من آمن بالبعث يعمل له، وذلك كاليهود والنثارى إذ لو عملوا لهذا البعث لآمنوا بالرسول-صلى الله عليه وسلم-.

5 - إثبات أن العطاء عطاء الله، وأنه إذا منّ على أحدا من خلقه فلن يستطيع أحد منعه.

6 - إثبات المشيئة لله، لقوله: {من يشاء}.

7 - قال الماتريدي: " هذه الآية على المعتزلة؛ لأنهم يقولون: إن الفضل ليس بيد الله؛ وكذلك الاختصاص؛ إنما ذلك بيد الخلق؛ لأن من قولهم: إنه ليس على الله أن يفعل بالخلق إلا ما هو أصلح لهم في الدين، ليس له أن يؤتى أحدا فضلا، ولا له أن يختص أحدا برسالة، إلا من هو مستحق لذلك مستوجب له؛ فذلك الفضل والاختصاص إنما استوجبوا بأنفسهم لا بالله، على قولهم، ففي الحقيقة الفضل عندهم كان بيدهم لا بيد الله، فأكذبهم الله بذلك؛ إذ الفضل عند الخلق هو فعل ما ليس عليه لا ما عليه؛ فنعوذ بالله من السرف في القول، والزيغ عن الرشد" (?).

القرآن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015