قال الراغب: " لشهادة: الإخبار بالشيء عن مشاهدة: إما ببصر، أو ببصيرة، ثم يعبر بها عن المعرفة القطعية لصحة ما يدعي، وإن كان المدعى عليه منكرا بلسانه كقولك لخصمك: أنت تشهد أن الأمر بخلاف ما تذكره" (?).

الفوائد:

1 - توبيخ اهل الكتاب على كفرهم بآيات الله عزّ وجل، وهم يشهدون صدقها.

2 - الحكم الصريح على أهل الكتاب ممن لم يؤمنوا بمحمد-صلى الله عليه وسلم- بالكفر، فقال: {لم تكفرون بآيات الله}، والكفر بآيات الله كفر بالله.

3 - أن هؤلاء الكفار كفروا عن علم وشهادة، لقوله: {وأنتم تشهدون}.

القرآن

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)} [آل عمران: 71]

التفسير:

يا أهل التوراة والإنجيل لِمَ تخلطون الحق في كتبكم بما حرفتموه وكتبتموه من الباطل بأيديكم، وتُخْفون ما فيهما من صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن دينه هو الحق، وأنتم تعلمون ذلك؟

في سبب نزول الآية قال ابن عباس: " قال عبد الله بن الصيِّف، وعدي بن زيد، والحارث بن عوف، بعضهم لبعض: تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غُدْوةً ونكفُر به عشيةً، حتى نلبس عليهم دينهم، لعلهم يصنعون كما نصنعُ، فيرجعوا عن دينهم! فأنزل الله عز وجل فيهم: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل} إلى قوله: {والله واسع عليم} " (?).

قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} [آل عمران: 71]، أي: " يا أهل التوراة والإنجيل لم تخلطون الحق بالباطل" (?).

قال قتادة: " يقول: لم تلبسون اليهودية والنصرانية بالإسلام، وقد علمتم أنّ دين الله الذي لا يقبل غيرَه، الإسلام، ولا يجزي إلا به؟ " (?). وري عن الربيع (?)، وابن جريج (?) نحو ذلك.

وقال ابن زيد: " {الحقّ}: التوراة التي أنزل الله على موسى، و {الباطل}، الذي كتبوه بأيديهم" (?) ,

قال الطبري: " وكان خلطهم الحقّ بالباطل، إظهارهم بألسنتهم من التصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله، غيرَ الذي في قلوبهم من اليهودية والنصرانية" (?).

قوله تعالى: {وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران: 71]، أي: و" تكتمون ما في كتبكم من صفة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنتم تعلمون ذلك" (?).

قال الطبري: " و {الحق} الذي كتموه: ما في كتُبهم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم ومبعثه ونبوّته" (?).

قال قتادة: "، كتموا شأنَ محمد، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وَينهاهم عن المنكر" (?). وروي عن الربيع (?) مثل ذلك.

قال مقاتل بن سليمان: " وذلك أن اليهود أقروا ببعض أمر محمد- صلى الله عليه وسلم- وكتموا بعضا" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015