قال البيضاوي (?) والزمخشري (?): أي: " نخصك بالعبادة".
قال ابن كثير: " أي: لا نعبد إلا إياك، وقدم المفعول وهو {إياك}، وكرر؛ للاهتمام والحصر، وإنما قدم: {إياك نعبد} على {وإياك نستعين} لأن العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلة إليها، والاهتمام والحزم هو أن يقدم ما هو الأهم فالأهم" (?).
قال الثعلبي: " أي: نوحد ونخلص ونطيع ونخضع، والعبادة رياضة النفس على حمل المشاق في الطاعة" (?).
قال التستري: " أي نخضع ونذل ونعترف بربوبيتك ونوحدك ونخدمك، ومنه اشتق اسم العبد" (?).
قال الخطيب المكي: أي: " نفردك وحدك بالدعاء الذي هو مخ العبادة فلا ندعو غيرك ولا نؤمل في سواك لاعتقادنا الجازم بأنه ليس غيرك من يسمع النداء ويجيب الدعاء، أو يحقق الرغبات ويستحق العبادة. فأنت أنت الفعال لما تريد، المؤثر في كل شيء، المقصود قبل كل أحد، المعطي المانع لا شرك لك" (?).
وفي: {إِيَّاكَ} [الفاتحة: 5]، قولان (?):
أحدهما: أنها اسم الله تعالى مضاف إلى الكاف، وهذا قول الخليل (?)، وأبي عثمان المازني (?) (?).
قال سيبويه: "حدثني من لا أتهم عن الخليل: أنه سمع أعرابيا يقول: إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب" (?).
وحكى سيبويه أيضا عن الخليل أنه قال: "لو أن قائلا قال: إياك نفسك لم أُعَنَّفْه (?)، لأنَّ هذه الكاف مجرورة" (?).
واعترض ابن جني قائلا: " أما قول الخليل إن إيا اسم مضمر مضاف، فظاهر الفساد، وذلك أنه إذا ثبت أنه مضمر، فلا سبيل إلى إضافته على وجه من الوجوه، لأن الغرض في