والراجح-والله أعلم- " أن يكون كل كتابيّ معنيًّا به. لأن إفرادَ العبادة لله وحدَه، وإخلاصَ التوحيد له، واجبٌ على كل مأمور منهيٍّ من خلق الله" (?).

قوله تعالى: {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا} [آل عمران: 64]، " أي: أن نفرد الله وحده بالعبادة ولا نجعل له شريكاً" (?).

قال الطبري: " والكلمة العدل، هي أن نوحِّد الله فلا نعبد غيره، ونبرأ من كل معبود سواه، فلا نشرك به شيئًا" (?).

قال التستري: " وأصل العبادة: التوحيد مع أكل الحلال وكف الأذى، ولا يحصل الأكل الحلال إلاَّ بكف الأذى، ولا كف الأذى إلاَّ بأكل الحلال، وأن تعلموا أكل الحلال وترك أذى الخلق والنية في الأعمال كما تعلموا فاتحة الكتاب، ليصفوا إيمانكم وقلوبكم وجوارحكم، فإنما هي الأصول" (?).

قوله تعالى: {وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 64]، أي: ولا يعبد بعضنا بعضا من دون الله (?).

قال ابن جريج: " يقال: إن الربوبية أن يطيع الناس سادتهم وقادتهم في غير عبادة" (?).

قال عكرمة: " سجود بعضهم لبعض" (?)، " قوله: {أربابا}: يعني الأصنام" (?).

قال مقاتل: " لأنهم اتخذوا عيسى ربا" (?).

قال الطبري: أي: " ولا يدين بعضُنا لبعض بالطاعة فيما أمر به من معاصي الله، ويعظِّمه بالسجود له كما يسجدُ لربه" (?).

وفي تفسير قوله تعالى: {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 64] وجهان:

أحدهما: هو طاعة الاتباع لرؤسائهم في أوامرهم بمعاصي الله، وهذا قول ابن جريح (?).

والثاني: سجود بعضهم لبعض، هذا قول عكرمة (?).

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} [آل عمران: 64]، أي: " فإن أعرضوا عما دعوتَهم إليه" (?).

قال ابن كثير: " أي: فإن تولوا عن هذا النَّصَف" (?).

قوله تعالى: {فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]، " أي: فأشْهدوهم أنتم على استمراركم على الإسلام الذي شرعه الله لكم" (?).

قال مقاتل: " يعني فإن أبوا التوحيد فقولوا لهم أنتم: اشهدوا باننا مخلصون بالتوحيد" (?).

قال الزجاج: " أي مقرون بالتوحيد مستسلمون لما أتتنا به الأنبياء من قبل الله عز وجل" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015