قوله تعالى: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [آل عمران: 60]، أي: " هذا الذي قصّ عليك هو الحق" (?).
قال محمد بن جعفر بن الزبير: " ما جاءك من الخبر عن عيسى" (?).
قال مقاتل: "يعني: من هذا الذي قال الله في عيسى " (?).
قال ابن كثير: " أي: هذا القول هو الحق في عيسى، الذي لا محيد عنه ولا صحيح سواه " (?).
قال الزجاج: أي: " الذي أنبأناك به في قصة عيسى عليه السلام هو الحق من ربك" (?).
قوله تعالى: {فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران: 60]، أي: "فلا تكن من الشاكين" (?).
قال ابن عباس: " قال الحسن: يقول: يا محمد فلا تكن في شك مما قالا" (?).
قال قتادة: "يعني: فلا تكن في شكّ من عيسى أنه كمثل آدم، عبدُ الله ورسوله، وكلمةُ الله ورُوحه" (?).
قال الربيع: "، يقول: فلا تكن في شكّ مما قصصنا عليك أنّ عيسى عبدُ الله ورسوله، وكلمةٌ منه ورُوحٌ، وأنّ مثله عند الله كمثل آدم خلقه من تُراب ثم قال له كن فيكون" (?).
قال محمد بن جعفر بن الزبير: " أي: قد جاءك الحق من ربك فلا تمتَرِ فيه" (?).
قال الثعلبي: " الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته لأنه لم يكن ينهاه في أمر عيسى" (?).
الفوائد:
1 - أن الله لايصدر عنه إلا الحق.
2 - فضيلة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بإضافة الربوبية إليه، وهي ربوبية خاصة تفيد معنى أخص من الربوبية العامة.
3 - النهي عن الشك فيما اخبر الله به.
4 - ومنها: أن الممترين كثيرون لقوله {من الممترين}، وإن كان يحتمل أن يراد به الجنس فيصدق بواحد، ولكن الظاهر الأول.
5 - جواز المخاطبة بالتعريض، لأن قوله: {فلا تكن من الممترين}، لا يعني أن الرسول يمكن أن يكون منهم، بل هو تعريض بهؤلاء وأنهم ذوو خلق سيء فلا تكن منهم وإن كان هو ليس منهم لا باعتبار الواقع ولا المستقبل.
القرآن
{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} [آل عمران: 61]
التفسير:
فمَن جادلك -أيها الرسول- في المسيح عيسى ابن مريم من بعد ما جاءك من العلم في أمر عيسى عليه السلام، فقل لهم: تعالوا نُحْضِر أبناءنا وأبناءكم، ونساءنا ونساءكم، وأنفسنا وأنفسكم، ثم نتجه إلى الله بالدعاء أن يُنزل عقوبته ولعنته على الكاذبين في قولهم، المصرِّين على عنادهم.
قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ} [آل عمران: 61]، أي: "فمن خاصمك وجادلك في أمر عيسى" (?).
قال الربيع: " يقول: من حاجك في عيسى" (?).