أحدها: أنهم المسلمون من أمة محمد عليه السلام، لأنهم صدقوا بنبوته، وأنه روح الله وكلمته، فو الله ما اتبعه من دعاه ربا (?)، ومعنى الآية: أن الذين آمنوا به فوق الذين كذّبوه وكذَبوا عليه، وهذا قول السدي (?)، الحسن (?)، وقتادة (?)، والربيع (?)، وابن جريج (?)، والشعبي (?)، ومقاتل (?)، والكلبي (?)، ورجّحه الزجاج (?).

والثاني: أنهم النصارى فوق اليهود، لأن النصارى أعز واليهود أذل. وهذا معنى قول ابن زيد (?).

قال الماوردي: " وفي هذا دليل على أنه لا يكون مملكة إلى يوم القيامة بخلاف الروم " (?).

والثالث: أنهم الحواريون فوق الذين كفروا. قاله الضحاك (?) ومحمد بن ابان (?).

والرابع: وقيل: هم الروم. حكاه السدي (?).

وعلى القول بأنهم: النصارى أو الحواريون، "يكون معنى الاتباع الادعاء والمحبة لا اتباع الدين والملة" (?).

والراجح أن متبعوه " هم المسلمون، لأنهم متبعوه في أصل الإسلام وإن اختلفت الشرائع، دون الذين كذبوه وكذبوا عليه من اليهود والنصارى" (?). والله أعلم.

قوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ} [آل عمران: 55]، : أي "ثم مصيركم إليّ يوم البعث" (?).

قال أبو العالية: " يرجعون إليه بعد الحياة" (?).

قال السمرقندي: " يعني الذين اتبعوك، والذين كفروا كلهم مرجعهم إليّ " (?).

قوله تعالى: {فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران: 55]، أي: " فأقضي حينئذ بين جميعكم بالحق فيما كنتم تختلفون فيه من أمر عيسى" (?).

قال الثعلبي: يعني: "من الدين وأمر عيسى -عليه السلام-" (?).

قال السمرقندي: أي: " بين المؤمنين والكفار من الدين" (?).

قال أبو حيان: " هذا إخبار بالحشر والبعث، والمعنى ثم إلى حكمي، وهذا عندي من الالتفات" (?).

قال المراغي: " وهذا شامل للمسيح والمختلفين معه، وشامل للاختلاف بين أتباعه والكافرين به" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015