والراجح-والله أعلم- ان المعنى: "إني قابضك من الأرض ورافعك إليّ، لتواتر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ثم يمكث في الأرض مدة ذكَرها، اختلفت الرواية في مبلغها، ثم يموت فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه" (?).

قال ابن عطية: وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من: "أن عيسى في السماء حي، وأنه ينزل في آخر الزمان، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويقتل الدجال، ويفيض العدل، وتظهر به الملة، ملة محمد صلى الله عليه وسلم، ويحج البيت، ويعتمر، ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة، وقيل: أربعين سنة ثم يميته الله تعالى" (?).

قال البشالي والشيباني: كان عيسى على [ .... ] (?) فهبت ريح فهرول عيسى -عليه السلام- فرفعه الله عز وجل في هرولته، وعليه مدرعة من الشعر" (?).

قال ابن عباس: "ما لبس موسى إلا الصوف وما لبس عيسى إلا الشعر حتى رفع" (?).

قوله تعالى: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران: 55]، أي: "ومخلّصك من الذين جحدوا بما جئتهم به من الحق" (?).

قال الحسن: ": طهَّره من اليهود والنصارى والمجوس ومن كفار قومه" (?).

قال الثعلبي: " أي مخرجك من بينهم ومنجيك منهم" (?).

قال ابن كثير: " أي: برفعي إياك إلى السماء" (?).

قال البيضاوي: أي: " من سوء جوارهم أو قصدهم" (?).

قال سعيد حوى: " أي: من سوء جوارهم، وخبث صحبتهم؛ برفعي إياك إلى السماء" (?).

وقيل: " أن تطهيره منهم هو منعهم من قتله" (?).

قوله تعالى: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 55]، أي: " وجاعل الذين اتبعوك على منهاجِك وملَّتك من الإسلام وفطرته، فوق الذين جحدوا نبوّتك وخالفوا سبيلهم" (?) إلى يوم القيامة.

قال النسفي: " أي المسلمين، لأنهم متبعوه في أصل الإسلام وإن اختلفت الشرائع دون الذين كذبوه وكذبوا عليه من اليهود والنصارى" (?).

قال قتادة: " هم أهلُ الإسلام الذين اتبعوه على فطرته وملته وسُنته، فلا يزالون ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة" (?).

قال ابن جريج: ": ناصرُ من اتبعك على الإسلام، على الذين كفروا إلى يوم القيامة" (?).

قال السدي: " أما {الذين اتبعوك}، فيقال: هم المؤمنون، ويقال: بل هم الرّوم" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015