فإنه رجل مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الشعر كأن شعره ممطر وإن لم يصبه بلل، بين ممصرتين يدق الصليب ويقتل الخنزير ويفيض المال، وليسلكن الروحاء حاجا أو معتمرا أو كلتيهما جميعا، ويقاتل الناس على الإسلام حتى يهلك الله في زمانه الملك كلها ويهلك الله في زمانه مسيح الضلالة الكذاب الدجال، ويقع في الأرض الأمنة حتى يرتع الأسود مع الإبل، والنمور مع البقر، والذئاب مع الأغنام، ويلعب الصبيان بالحيات لا يضر بعضهم بعضا، ويلبث في الأرض أربعين سنة» (?).

وفي رواية كعب: «أربعا وعشرين سنة، ثم يتزوج ويولد، ثم يتوفى ويصلي المسلمون عليه ويدفنونه في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم» (?).

وقيل للحسن بن الفضل: «هل تجد نزول عيسى (عليه السلام) في القرآن. فقال: نعم. قوله: {وَكَهْلًا} [آل عمران: 46]، وهو لم يكتهل في الدنيا، وإنما معناه: وكهلا بعد نزوله من السماء» (?).

وعن محمد بن إبراهيم أن أمير المؤمنين أبا جعفر حدثه عن الآية عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها والمهدي من أهل بيتي في أوسطها» (?) " (?).

والرابع: أنه من المقدم والمؤخر، بمعنى: رافعك ومتوفيك بعده، وهذا قول الفراء (?).

والخامس: وقيل: أن معناه: إني متوفيك عن شهواتك وحظوظ نفسك، قاله أبو بكر محمد بن موسى الواسطي (?).

قال البيضاوي: " أو مميتك عن الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت" (?).

وحسّنه الثعلبي قائلا: "ولقد أحسن فيما قال، لأن عيسى لما رفع إلى السماء صار حاله كحال الملائكة" (?).

والسادس. وقيل: أجعلك كالمتوفى، لأنه بالرفع يشبهه (?).

والسابع: وقيل: آخذك وافيا بروحك وبدنك (?).

والثامن: وقيل: متوفيك: متقبل عملك (?). قال أبو حيان: "ويضعف هذا من جهة اللفظ" (?).

والتاسع: وقيل: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}: " معناه: رافعك إلى كرامتي" (?).

قال الثعلبي: " وقيل: معناه رافعك بالدرجة في الجنة ومقربك إلى الإكرام" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015