3 - تكرار الأمور الهامة لقوله: {وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}.
4 - إن الطاعة مشترك بين الرسل وبين الله عزّ وجل، وأما التقوى فهي خاصة بالله، لقوله: : {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}.
5 - أن التقوى واجبة في كل شريعة ولكن المتقى به قد يختلف باختلاف الشرائع، قال: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]
القرآن
{إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)} [آل عمران: 51]
التفسير:
إن الله الذي أدعوكم إليه هو وحده ربي وربكم فاعبدوه، فأنا وأنتم سواء في العبودية والخضوع له، وهذا هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه.
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ} [آل عمران: 50]، أي: إن الله ربي وربكم "فاجعلوا عبادتكم له وحده" (?).
قال النسفي: " إقرار بالعبودية ونفي للربوبية عن نفسه بخلاف ما يزعم النصارى" (?).
قال المراغي: " وهذا أمر لهم بالاعتقاد الحق وهو التوحيد، ثم بملازمة الطاعة بالقيام بأداء ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه" (?).
قال ابن كثير: " أي: أنا وأنتم سواء في العبودية له والخضوع والاستكانة إليه" (?).
قال أبو زهرة: " أي أن الله تعالى خلقني وهو الذي يربني ويكلؤني ويحييني، وهو أيضا الذي خلقكم وينميكم ويكلؤكم ويحييكم، وإذا كان كذلك فحق علينا أن نعبده وحده ولا نشرك به أحدا سواه، فإن العبادة تكون شكرا لهذه النعمة، وقياما بحقها، وصلاحا لأمر الناس في هذه الدنيا" (?).
قال الراغب: " لما وصف عيسى نفسه بأفعال إلهية، وأتى على ما ذكر، وكان قد قال: {وأطيعون} خطر له ما فعلته جماعة من النصارى، وهو اتخاذهم إياه معبودهم، فقال: {إن الله ربي وربكم}، ولم يقل: ربنا، ليكون أبعد من التأويل فيما ادعوه، وأمر بأن يعبد الله وحده" (?).
وقرئ {أَنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ}، بفتح الالف، قال الطبري: «إن» بدل من «آية»، في قوله {جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ} (?)، وضعفه ابن عطية (?).
قوله تعالى: {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [آل عمران: 50]، " أي: هذا طريق الدين مستويا" (?).
قال السمعاني: " أي: طريق واضح" (?).
قال المراغي: " أي هذا الذي أمرتكم به هو الطريق السوىّ الذي أجمع عليه الرسل قاطبة، وهو الموصل إلى خيرى الدنيا والآخرة" (?).
قال الصابوني: " أي فإِن تقوى الله وعبادته، والإِقرار بوحدانيته هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه" (?).