قال الربيع: " كان الذي جاء به عيسى ألين مما جاء به موسى. قال: كان حرم عليهم فيما جاء به موسى من التوراة: لحوم الإبل، والثروب، فأحلها لهم على لسان عيسى، وحرمت عليهم أشياء من الطير مالا صيصة له، في الإنجيل، فكان الذي جاء به عيسى ألين مما جاءهم به موسى" (?).

قال ابن جريج: ": لحوم الإبل والشحوم. لما بُعث عيسى أحلَّها لهم، وبُعث إلى اليهود فاختلفوا وتفرّقوا" (?).

قال الزجاج: " قال أبو عبيدة: معنى: {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم}، قال معناه: كل الذي حرم عليكم، وهذا مستحيل في اللغة وفي التفسير" (?).

قوله تعالى: {وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} [آل عمران: 50]، "أي وجئتكم بعلامة من عند ربكم، شاهدة على صحة رسالتي" (?).

قال ابن كثير: " أي: بحجة ودلالة على صدقي فيما أقوله لكم" (?).

قال مقاتل: أي: " بعلامة من ربكم يعني العجائب التي كان يصنعها الله" (?).

قال مجاهد: " ما بيَّن لهم عيسى من الأشياء كلها، وما أعطاه ربه" (?).

قال الطبري: أي: " وجئتكم بحجة وعبرة من ربكم، تعلمون بها حقيقةَ ما أقول لكم" (?).

قال الزجاج: " أي لم احل لكم شيئا بغير برهان، فهو حق عليكم اتباعي لأني أنبئكم ببرهان، وتحليل طيبات كانت حرمت عليكم" (?).

قال البغوي: " يعني: ما ذكر من الآيات، وإنما وحدها لأنها كلها جنس واحد في الدلالة على رسالته" (?).

قال الزمخشري: " وقرأ عبد الله. وجئتكم بآيات من ربكم" (?).

قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [آل عمران: 50]، " أي خافوا الله وأطيعوا أمري" (?).

قال ابن عطية: " تحذير ودعاء إلى الله تعالى" (?).

قال مقاتل: "يعني: فوحدوا الله وأطيعون فيما آمركم به من النصيحة فإنه لا شريك له" (?).

أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير، في قوله: {فاتقوا الله}، قال: "يعني: المؤمنين، يحذرهم" (?).

قال الزمخشري: أي: " فاتقوا الله لما جئتكم به من الآيات، وأطيعونى فيما أدعوكم إليه" (?).

الفوائد:

1 - أن عيسى ابن مريم جاء بما يصدق به التوراة، فشاهد صدق التوراة بأنه حق، كما انه مطابق لما أخبر به عيسى-عليه السلام-.

2 - جواز النسخ في الشرائع، لقوله: : {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015