الفوائد:

1 - أن عيسى-عليه السلام- قد جاء بالبينة من الله، فكل رسول الى البشر لابد أن يأتي بآية.

2 - تقييد فعل عيسى بإذن الله، فيدل أن الرسل-عليهم الصلام والسلام- لايملكون شيئا من الربوبية، لأن الربوبية حق الله الخالص الذي لايشركه فيه أحد، وفي ذلك ردّ على النصارى في زعمهم ان عيسى-عليه السلام- له حق في الربوبية، وكذبوا في ذلك فعيسى عبدالله ورسوله.

3 - إن الإيمان يحمل صاحبه على قبول الآيات التي جاءت بها الرسل، لقوله: : {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

القرآن

{وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50)} [آل عمران: 50]

التفسير:

وجئتكم مصدقًا بما في التوراة، ولأحلَّ لكم بوحي من الله بعض ما حرَّمه الله عليكم تخفيفًا من الله ورحمة، وجئتكم بحجة من ربكم على صدق ما أقول لكم، فاتقوا الله ولا تخالفوا أمره، وأطيعوني فيما أبلغكم به عن الله.

قوله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ} [آل عمران: 50]، "أي وجيئتكم مصدقاً لرسالة موسى، مؤيداً لما جاء به في التوراة" (?).

قال محمد بن إسحاق: " أي لما سبقني منها" (?).

قال ابن كثير: "} أي: مقرر لهم ومُثَبّت" (?).

روي عن عبد الصمد بن معقل: "أنه سمع وهب بن منبه يقول: إن عيسى كان على شريعة موسى صلى الله عليه وسلم، وكانَ يسبِت، ويستقبل بيت المقدس، فقال لبني إسرائيل: إني لم أدعكم إلى خلاف حرف مما في التوراة، إلا لأحل لكم بعض الذي حرم عليكم، وأضع عنكم من الآصار" (?).

قوله تعالى: {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: 50]، "أي ولأحلّ لكم بعض ما كان محرماً عليكم في شريعة موسى" (?).

قال محمد بن جعفر بن الزبير: " أي: أخبركم أنه كان حرامًا عليكم فتركتموه، ثم أحله لكم تخفيفًا عنكم، فتصيبون يُسْرَه، وتخرجون من تِباعَته" (?).

قال مقاتل: " من اللحوم والشحوم وكل ذي ظفر والسمك فهذا البعض الذي أحل لهم غير السبت فإنهم يقومون عليه فوضع عنهم في الإنجيل ذلك" (?).

قال ابن كثير: " فيه دلالة على أن عيسى، عليه السلام، نسَخ بعض شريعة التوراة، وهو الصحيح من القولين، ومن العلماء من قال: لم ينسخ منها شيئًا، وإنما أحَلّ لهم بعض ما كانوا يتنازعون فيه فأخطؤوا، فكشف لهم عن المغطى في ذلك، كما قال في الآية الأخرى: {وَلأبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} [الزخرف: 63] " (?).

قال الحسن: ": كان حرّم عليهم أشياء، فجاءهم عيسى ليحلّ لهم الذي حرّم عليهم، يبتغي بذلك شُكْرهم" (?).

قال قتادة: " كان الذي جاء به عيسى ألين مما جاء به موسى، وكان قد حُرّم عليهم فيما جاء به موسى لحومُ الإبل والثُّروب (?)، وأشياء من الطير والحيتان" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015