الشعراء، فأتاهم بكتاب من الله، عز وجل، لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله لم يستطيعوا أبدًا، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وما ذاك إلا لأن كلام الرب لا يشبهه كلام الخلق أبدًا" (?).
قوله تعالى: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} [آل عمران: 49]، أي: و"أخبركم بما أكل أحدكم الآن، وما هو مدخر له في بيته لغده" (?).
قال مجاهد: " يعني: ما أكلتم البارحة، [و] ما خبأتم منه" (?).
قال قتادة: " قال: أنبئكم بما تأكلون من المائدة , وما تدخرون منها , قال: وكان أخذ عليهم في المائدة حين نزلت أن يأكلوا ولا يدخروا , فادخروا وخانوا , فجعلوا خنازير حين ادخروا , فذلك قوله تعالى: {فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين} [المائدة: 115] " (?).
قال سعيد بن جبير: " لما ترعرع عيسى جاءت به أمه إلى الكتاب، فدفعته إليه فقعد مع الصبيان، وكان يخبر الصبيان بما يأكلون، وما تدخر لهم أمهاتهم في بيوتهم" (?).
وفي رواية ابن ابي حاتم عن سعيد بن جبير: " أن عيسى كان يقول للغلام في الكتاب: إن أهلك قد خبأوا لك من الطعام كذا وكذا، فهل تطعمني منه، فهو قوله: {وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم} " (?).
قال مقاتل: " وقال عيسى- صلى الله عليه وسلم-: أرأيتم إن أنا أخبرتكم وأنبئكم بما تأكلون في بيوتكم من الطعام فيها تقديم وما تدخرون في بيوتكم يعني وما ترفعون في غد تعلمون أني صادق. قالوا: نعم قال عيسى- صلى الله عليه وسلم-: فلان أكلت كذا وكذا، وشربت كذا وكذا، وأنت يا فلان أكلت كذا وكذا، وأنت يا فلان. فمنهم من آمن ومنهم من كفر" (?).
وقال الكلبي: " فلما أبرأ عيسى الأكمه والأبرص وأحيى الموتى قالوا: هذا سحر، ولكن أخبرنا بما نأكل وما ندخر وكان يخبر الرجل بما أكل من غدائه وبما يأكل في عشائه" (?).
قال الثعلبي: "وقرأ مجاهد وأيوب السختياني: {تذخرون}، بالذال المعجمة وسكونها وفتح الخاء من ذخر يذخر ذخرا" (?).
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ} [آل عمران: 49]، " أي: في ذلك كله لعلامة على صدْقي فيما جئتكم به" (?).
قال مقاتل: " يعني لعلامة لكم فيما أخبرتكم به" (?).
قال محمد بن إسحاق: " أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم من الله إليكم" (?).
قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 49]، أي: " إِن كنتم مصدّقين بآيات الله" (?).
قال سعيد بن جبير: "يعني: مصدقين" (?).
قال مقاتل: " يعني مصدقين بعيسى بأنه رسول" (?).