الأمور العظيمة التي ليست في قدرة البشر لدليلا على أني نبي الله ورسوله، إن كنتم مصدِّقين حجج الله وآياته، مقرِّين بتوحيده.

قوله تعالى: {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [آل عمران: 49]، "أي: ويجعله رسولا إلى بني إسرائيل قائلا لهم: " (?).

قال محمد بن إسحاق: " أي: رسول منه إليكم" (?).

قال الزمخشري: " وقرأ اليزيدي: {ورسول}: عطفا على كلمة "أني قد جئتكم" أصله: أرسلت بأنى قد جئتكم، فحذف الجار وانتصب بالفعل" (?).

قوله تعالى: {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [آل عمران: 49]، "أي بأني قد جئتكم بعلامةٍ من ربكم تدل على صدقي" (?).

قال مقاتل: " يعني بعلامة" (?).

قال محمد بن إسحاق: " أي: يُحقق بها نبوّتي، أني رسولٌ منه إليكم" (?).

قال الطبري: "يعني: بعلامة من ربكم تحقق قولي، وتصدق خبري أني رسول من ربكم إليكم" (?).

قوله تعالى: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} [آل عمران: 49]، أي: إني"أصوّر لكم من الطين مثل صورة الطير" (?).

قال الزمخشري: " أى: أقدر لكم شيئا مثل صورة الطير" (?).

قال مقاتل: " فخلق الخفاش بإذن الله لأنه أشد الخلق إنما هو لحم وشيء يطير بغير ريش فطار بإذن الله" (?).

قال ابن جريج: "قوله: {أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير}، قال: أيّ الطير أشدّ خلقًا؟ قالوا: الخفاش، إنما هو لحم. قال ففعل" (?).

قال ابن إسحاق: "إنّ عيسى صلوات الله عليه جلسَ يومًا مع غلمان من الكُتّاب، فأخذ طينًا، ثم قال: أجعل لكم من هذا الطين طائرًا؟ قالوا: وتستطيع ذلك! قال: نعم! بإذن ربي. ثم هيّأه، حتى إذا جعله في هيئة الطائر نفخ فيه، ثم قال: " كن طائرًا بإذن الله "، فخرج يطيرُ بين كفيه. فخرج الغلمان بذلك من أمره، فذكروه لمعلّمهم فأفشوه في الناس. وترعرع، فهمَّت به بنو إسرائيل، فلما خافت أمه عليه حملته على حُمَيرِّ لها، ثم خرجت به هاربة" (?).

وعن ابن إسحاق أيضا: " ثم جعل الله على يديه يعني: عيسى أمورا تدل به على قدرته في بعثه، بعث من يريد أن يبعث بعد الموت، وخلقه ما يشاء أن يخلق من شيء، يرى أو لا يرى فجعله ينفخ في الطين فيكون طيرا بإذن الله" (?).

وقرأ نافع: {أني أخلق}، بكسر الألف، على الاستئناف (?)

قوله تعالى: {فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران: 49]، " أي أنفخ في تلك الصورة فتصبح طيراً بإِذن الله" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015