قال ابن كثير: " الظاهر أن المراد بالكتاب هاهنا الكتابة" (?).

قال الطبري: أي: " فيعلمه الكتاب، وهو الخطّ الذي يخطه بيده" (?).

قال البغوي: " أي الكتابة والخط" (?).

وقال القرطبي: " وقيل: هو كتاب غير التوراة والإنجيل علمه الله عيسى عليه السلام" (?).

قال الماتريدي: " بشارة منه لها -أيضا-: أنه يعلمه الكتاب ... ويحتمل {الكتاب} الكتاب نفسه: التوراة والإنجيل، ويحتمل {الكتاب}: كتب النبيين" (?).

والظاهر-والله أعلم- أن {الكتاب}: " أي: الكتابة، لأن الكتابة من أعظم نعم الله على عباده ولهذا امتن تعالى على عباده بتعليمهم بالقلم في أول سورة أنزلها فقال {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم} " (?).

وفي قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ} [آل عمران: 49]، وجهان من القراءة (?):

أحدهما: {وَيُعلِّمُهُ} بالياء، ردًّا على قوله: {كذلك الله يخلق ما يشاء}، {ويعلمه الكتاب}. قرا بهذا الوجه نافع وعاصم.

والثاني: {وَنُعَلِّمُهُ} بالنون، عطفًا به على قوله: {نوحيه إليك}، كأنه قال: ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك، ونعلمه الكتاب. قرأ به ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي.

قال الطبري: و"قراءتان مختلفتان، غير مختلفتي المعاني، فبأيتهما قرأ القارئ فهو مصيب الصوابَ في ذلك، لاتفاق معنى القراءتين، في أنه خبر عن الله بأنّه يعلم عيسى الكتاب، وما ذكر أنه يعلمه" (?).

قوله تعالى: {وَالْحِكْمَةَ} [آل عمران: 49]، أي: ويعلمه الحكمة.

قال ابن عباس: " {والحكمة}: الفقه وقضاء النبيين" (?).

قال قتادة: " الحكمة: السنة" (?). وروي عن الحسن (?)، وأبي مالك (?)، ومقاتل بن حيان (?)، وابن جريج (?) مثله.

وقال السدي: " {والحكمة}، يعني: النبوة" (?).

وقال زيد بن أسلم: " الحكمة: العقل في الدين" (?).

قال الطبري: " وهي السنة التي يُوحيها إليه في غير كتاب" (?).

قال البغوي: أي: " العلم والفقه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015