قال الهرري: " أي: إذا أراد خلق شيء من الكائنات" (?).

قال الراغب: " القضاء: الفصل، وذلك إما بالتدبير، وإما بالقول، وإما بالفعل، فالأول لا يصح على الله عز وجل إلا بمعنى الحكم إذ كان التدبير: التفكر في الشيء وارتياد الصلاح فيه، وذلك لمن كان ناقص العلم، فقوله: قضى، ها هنا إما للقول، وإما للفعل، أو لهما جميعا" (?).

قوله تعالى: {يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 48]، أي: " إنما فيقول له كن فيكون من غير تأخر ولا حاجة إلى سبب" (?).

قال محمد بن إسحاق: " مما يشاء وكيف يشاء فيكون كما أراد" (?).

قال الهرري: أي يقول له: " أحدث وأخرج من العدم، فذلك الأمر يوجد بسرعة من غير تباطؤ" (?).

قال التستري: " إذا كان في علمه السابق الأزلي أمر فأراد إظهاره قال له كن فيكون" (?).

الفوائد:

1 - من فوائد الأية: الإشارة إلى أنه تعالى كما يقدر أن يخلق الأشياء مدرجًا بأسباب ومواد .. يقدر أن يخلقها دفعة من غير ذلك، وهذا تمثيل لكمال قدرته، ونفوذ مشيئته وتصوير لسرعة حصول ما يريد بلا إبطاء بصورة آمر مطاع لمأمور قادر على العمل مطيع يفعل ما يطلب منه على الفور، وهذا الأمر يسمى أمر تكوين، وهناك أمر آخر هو أمر تكليف، يعرف بوحي الله لأنبيائه، والجاحدون لآيات الله ينكرون الحمل بعيسى من غير أب وقوفًا عند العادة، وذهولًا عن كيفية بدء العالم، ولكن ليس لهم دليل عقلي ينبيء بالاستحالة، وإنا نشاهد كل يوم حدوث شيء في الكون لم يكن معتادًا من قبل، بعضه له أسباب معروفة، فيسمونه: استكشافًا أو اختراعًا، وبعضه ليس بمعروف له سببٌ، ويسمونه: فلتات الطبيعة (?).

2 - إن من البشر من خلق بلا أب، كعيسى-عليه السلام-، ومنهم من خلق من غير أم ولا أب كآدم-عليه السلام-، ومن البشر من خلق بلا أم، كحواء امرأة آدم، وسائر الناس من أب وأم.

3 - إن الله يخلق ما يشاء كمّا وكيفا ونوعا، وبسبب معتاد وبسبب غير معتاد، لا حجر على الله عزّ وجل، يخلق ما يشاء ويفعل ما يشاء.

4 - إثبات مشيئة الله تعالى لقوله: {الله يخلق ما يشاء}.

القرآن

{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)} [آل عمران: 48]

التفسير:

ويعلمه الكتابة، والسداد في القول والفعل، والتوراة التي أوحاها الله إلى موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل الله عليه.

قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ} [آل عمران: 49]، أي: ويعلمه "الكتابة" (?).

قال ابن عباس: "الكتاب: الخط بالقلم" (?). وروي عن يحيى بن أبي كثير، ومقاتل بن حيان، وعثمان بن عطاء مثل ذلك (?).

وقال الحسن: "الكتاب: القرآن" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015